خراب الكعبة على يد ذو السويقتين
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
9049 |
|
|
|
|
12 |
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال رقم 9049:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أمدك الله بالصحة والعافية ونفعنا بعلمك, شيخنا الكريم ذكرت أنه بعد موت سيدنا عيسى عليه السلام سيظهر رجل اسمه ذو السوقتين وسيهدم الكعبة السؤال أين يكون المسلمين في ذلك الوقت ولماذا لا يمنعونه .
الجواب:
خراب الكعبة على يد ذو السويقتين
-------------------
الأحاديث التي جاءت على ذكر ذو السويقتين
" (لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) الراوي أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أخرجه البخاري برقم 1593 [البخاري مع الفتح (3/531)] - هذه الحديث فيه إشارة واضحة إلى أن الحبشة لا يخربون الكعبة إلا في آخر الزمان بعد يأجوج ومأجوج، وذكرت سابقاً أن عيسى صلى الله عليه وسلم يحج ويعتمر من ناحية الروحاء، وهذا حاصل أيضاً بعد يأجوج ومأجوج، ويحتمل أن يكون هذا الحدث بعد خروج الدابة و طلوع الشمس من مغربها؛ حيث تبدأ إرهاصات النهاية، أولها خراب البيت، ثم رفع القرآن، ثم الربح اللينة التي تقبض الأرواح المؤمنة، ثم لا يبقى إلا شرار الخلق.
" (يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وَهُمِ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ) الراوي: أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه - أخرجه أحمد برقم 8372 [المسند (2/439)] قال الهيثمي: رواه أحمد ورجال ثقات [مجمع الزوائد (3/462)]؛ والحاكم برقم 8395، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [المستدرك (4/449)] - هذا الحديث تضمن ثلاثة أمور تتعلق بالبيت: الأولى: بيعة لرجل بين الركن والمقام، ويراد بها بيعة المهدي، والثانية: إن استحلال البيت لن يقع إلا من أهل الإسلام، أو من المنتسبين إليه لا من الملل الأخرى، وهذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث وقع استحلال البيت في عهد الأمويين، وفي زمن القرامطة، وقد بين الحديث أن هذا الاستحلال سيكون مؤذناً بهلاك العرب بعده، وهذا وقع أيضاً. والثالثة: هي أن هدم البيت واستباحته وسلب كنزه سيكون على يد الحبشة بين يدي الساعة، والمراد بكنز الكعبة ما كان يُهدى لها في الجاهلية تعظيماً لها وكان يوضع في داخلها، ويقال أنه في بئر جوفها تقع على يمين الداخل إلى الكعبة، انظر الشيباني: خراب الكعبة (42 وما بعدها)
" (يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ) الراوي: أَبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه - أخرجه البخاري برقم 1591 [البخاري مع الفتح (3/531)]
" (كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا) الراوي: ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما - أخرجه البخاري برقم 1595 [البخاري مع الفتح (3/538)].
" (يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ) الراوي: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما - أخرجه أحمد برقم 7070 قال محققه: محمد بن إسحق مدلس و قد عنعن لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات [المسند بتحقيق الأرناؤط (11/628) ]؛ وابن أبي شيبة برقم 27228 [المصنف 7/461)]؛ وعبد الرازق برقم 9180 [المصنف (5/137)] قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن إسحق وهو ثقة لكنه مدلس [مجمع الزوائد (3/641) - أصيلع: تصغير كلمة أصلع، وهو الذي لا شعر في رأسه. أفيدع: زيغ بين القدم مع عظم الساق المسحاة: المجرفة.
" (اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ) الراوي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما - أخرجه أبو داود برقم 4311 (4/191؛ والحاكم برقم 8396، وقال: صحيح الإسناد [المستدرك (4/500)] قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة [مجمع الزوائد (5/551)].
- الذي يتولى كبر هذا الجرم هو رجل حبشي، وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ذو السويقتين، وقد جاءت كثير من أوصاف هذا الرجل بصيغة التصغير تحقيراً له، وهذا الرجل ينقض الكعبة حجراً حجراً بمعوله ومسحاته، وهذا التوصيف الدقيق لعملية هدم الكعبة يراد منه بيان عظم الجرم الذي سيترتب عليه بعد ذلك الفناء.
- ذكرت مجموع الروايات أوصاف الرجل الذي يخرب الكعبة، فهو حبشي أسود، أذنه مثقوبة أفطس الأنف، (أفيدع) أي أعوج رسغ يده أو رجله حتى ينقلب الكف أو القدم إلى جهة داخل الجسم، [أصيلع] تصغير أصلع، وهو الذي ذهب شعر رأسه بعد أن كان موجوداً بخلاف الأقرع، وذكرت روايات أخرى أن هذا الحبشي ضخم البطن، أزرق العينين [ذو السويقتين] تثنية سويقة مصغر الساق ألحق بها التاء للتصغير لأن الساق مؤنثة والتصغير للتحقير، وبالرغم من أن أكثر أهل الحبشة سيقانهم دقيقة إلا أن هذا التوصيف يشير إلى أن هذا الحبشي تميز أكثر من غيره من أهل جنسه بهذه الصفة؛ بحيث يصدق فيه وصف (ذو السويقتين) ويحتمل أن يكون سر التصغير الإشارة إلى حقارة هذا الإنسان الذي يهتك حرم الكعبة المعظمة. انظر الشيباني: خراب الكعبة (40 وما بعدها)
- الملاحظ أن فكرة هدم الكعبة في الماضي كانت من نصيب أهل الحبشة أيام أبرهة، ولم يتم لهم ذلك بحفظ الله لها، وفي آخر الزمان يتم هدم البيت على يد الحبشة أنفسهم، وكأنهم توارثوا فكرة هذا الجرم، وتم لهم ذلك عند انتهاء أجل البيت الحرام في الأرض، وبهدم أول بيت وضع للناس هدمت كل معاني بقاء البشرية على الأرض، لذا تتسارع أحداث النهاية بعد ذلك.
- لم تبين الأحاديث الدوافع التي عند الحبشة في آخر الزمان لهدم البيت، ولعلها شبيهة بدوافع أبرهة؛ حيث تعود الجاهلية كهيئتها الأولى .
- أغلب الظن أنه عندما يضع عيسى عليه الصلاة والسلام الجزية، ويدخل من يدخل من اليهود والنصارى والملحدين دين الإسلام، أن منهم من يدخله نفاقا كي يحقن دم نفسه، وبعد موت عيسى عليه الصلاة والسلام ينقلب هؤلاء على أعقابهم للكفر من جديد، وتعود الحرب على الإسلام.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
أخوكم: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك |