ماهية الأعور الدجال
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
9096 |
|
|
|
|
9006 |
|
|
|
|
12 |
درس للشيخ خالد المغربي حفظه الله من المسجد الأقصى المبارك
بتاريخ 09/02/2021 م
تحت عنوان :
( ماهية الأعور الدجال )
كثير من الأسئلة التي تأتيني عن ماهية الأعور الدجال
ما هو الأعور الدجال ؟
أين ابتدأ ؟ وكيف ابتدأ ؟
من خلال محاولات تدبر ايات القران الكريم لعل الله سبحانه وتعالى ان يفتح علينا مما يريد سبحانه وتعالى
نبدأ بآية قرآنية ومنها ننطلق على بركة الله
الآية القرآنية في سورة الأعراف
وهي تأتي بعد الآيات القرآنية التي تكلمت عن العهد بيننا وبين الله عز وجل في السماوات لما قال سبحانه وتعالى :
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى? أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ? قَالُوا بَلَى? ? شَهِدْنَا )
طبعا هنا الخطاب عام لكل البشرية
ولكن كانت هناك جماعة أو مجموعة ضمن هذه الذرية التي أخدها سبحانه وتعالى من بني إسرائيل التي خالفت الخطاب الرباني وقالتها كذبا والشاهد على كذب هؤلاء
قول الله سبحانه وتعالى في وصف الكفر في بداية سورة البقرة
في قوله :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )
الله سبحانه وتعالى فسر الكفر هنا بالكذب في قوله :
( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ? وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )
لذلك قلنا ان هذه الفئة مخصوصة ضمن الذرية ومنها كان هناك شخصية لها حال يختلف عن حال كل الذرية دكرها الله سبحانه وتعالى
في قوله :
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ )
لما يؤتي الله سبحانه وتعالى آية من أيآته لمخلوق مخصوص فهذه تكون معجزة عظيمة كما يأتي الله سبحانه الأيآت والمعجزات للأنبياء والرسل
فهذه الشخصية تكلم عنها الله سبحانه وتعالى أنها أعطيت أيات عظيمة من الله إلا أنه انسلخ منها
بمعنى لم يتصرف بهذه الآيات كما أمره الله سبحانه وتعالى
ومباشرة بعدما انسلخ منها
( فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)
الشيطان مباشرة استغل الفرصة
وسوس له فأغواه
ودكر الله سبحانه وتعالى في قوله :
( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا )
فلو شاء الله سبحانه وتعالى وجائت مشيئة هذا الشخص ونفد أمر الله لتوافقت مشيئة الله مع مشيئة هذا الشخص ان يرفعه الله بهذه الآيات
( وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ )
كيف يعني أخلد الى الأرض
وكأنه سبحانه وتعالى بين لنا ان هذه الشخصية استخدمت تلك الآيات حتى تتحصل على الخلود في الأرض
وكما نعلم ان الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الأنبياء
في قوله :
( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ )
لا يستطيع ان يتحصل على الخلد
الله سبحانه لن يعطي الخلد لأي مخلوق
ولكن تحصل على جزء من الخلد إلا أنه هذا العمر الطويل الذي تحصل عليه نهايته الموت
فقد بين لنا النبي محمد صل الله عليه وسلم أنه مَا مِنْ نَبِيٍ إلاَّ وَقَدْ أنْذَرَ أمَّتَهُ الأعْوَرَ الْكَذَّاب
وكأن النبي صل الله عليه وسلم يعطينا إشارة أن الأعور الدجال كان معاصر لجميع الأنبياء والرسل بطريقة ما أو بأخرى
ومن خلال الآيات التي تتكلم عن سيدنا آدم عليه السلام وقصته في الحياة الدنيا لم نرى فيها غواية له من قبل بنيه والأرجح ان هذه الشخصية كانت من دراري آدم عليه السلام والغالب ونقول الله أعلم
أن هذه الشخصية كانت ما بين آدم عليه السلام وما بين نوح عليه السلام
نوح عليه السلام دعى قومه 950 سنة ولكنهم لم يستجيبوا له
وكان يقول عليه السلام
في قوله تعالى :
( قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا )
قوم نوح اتبعوا شخص واحد
ونقول والله اعلم ان هذا الشخص الذي تكلم عنه سيدنا نوح عليه السلام هو نفسه الأعور الدجال
عندما نعود للآية القرآنية في سورة الأعراف للشخصية التي أخلدت الى الأرض وغوايته من طرف ابليس
نرى ان ابليس عنده من الحيل التي يحتال فيها على الأشخاص حتى لو كان عندهم علم عظيم
وذلك من خلال قصة اغواءه لأبونا آدم عليه السلام وكيف استطاع ان يخرجه من الجنة
نعلم اخواني واخواتي أحبتي في الله أن الله سبحانه وتعالى ادخل سيدنا آدم وأمنا حواء الجنة وقال لهما :
( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )
ولكن قبلها دكر سبحانه وتعالى في الآية 30 من سورة البقرة
في قوله :
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )
فلما ننظر للملائكة التي كان يتكلم معها سبحانه وتعالى ونسأل انفسنا هل كان ابليس مع الملائكة لما خاطبهم الله
نقول نعم ان ابليس كان مع الملائكة وقت الخطاب ليس ملك ولكنه كان معهم في هذا الخطاب والله اعلم
والشاهد ان الله سبحانه وتعالى لما قال :
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى? وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
ومن خلال هذا الخطاب علم إبليس أمرين
الأمر الأول :
علم كيف سيكون حال المخلوق لو عاش في الجنة مع الملائكة وحسب عليهم
لأن ابليس عاش مع الملائكة وانحسب عليهم
والأمر التاني :
علم أن الله سبحانه وتعالى سيهبط آدم الى الأرض بطريقة ما أو بأخرى
ويجعله الخليفة
لذلك لما جاء إبليس ووسوس لآدم وحواء عليهما السلام قال لهما
في قوله تعالى :
( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى? شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى? )
ابليس استغل الخطاب الرباني للملائكة وادرك ان الله تعالى سيهبط آدم الى الأرض فوسوس لهما
في قوله تعالى :
( فَوَسْوَسَ لَهُمَا ?لشَّيْطَ?نُ لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُ?رِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَ?تِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَى?كُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَ?ذِهِ ?لشَّجَرَةِ إِلَّا? أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ?لْخَ?لِدِينَ )
الطريقة التي استخدمها ابليس هي الوسواس بأمر الخلد أو الخلود
وهذه الحيلة التي استخدمها مع آدم عليه السلام هي نفس الحيلة التي استخدمها مع الشخصية التي نتكلم عنها لأنه كان عنده هوى وفكره الخلود واستغل ابليس هذا الهوى عنده حتى أغواه وأضله عن الطريق وعما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الآيات العظام
ونحن نعلم اخواني ان الخلود لم يكتب لأي إنسان في الدنيا
الخلود مكتوب للناس فقط في الجنة
وعندما نعود لآيات القران الكريم التي تكلمت عن ايآت الخلود سنجد ان ايآت الخلود معضمها يتكلم عن الخلود في الجنة أو الخلود في النار
الخلود في العذاب أو الخلود في الرحمة
وبضع ايآت قليلة تكلمت عن الخلود في الدنيا ومنها متلا في سورة الأنبياء آيتين تكلمتا عن الخلود
في قوله تعالى :
( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )
كأنه سبحانه وتعالى يكلمنا عن مجموعة من الناس تحاول الوصول الى الخلود ولكنها لن تتحصل عليه مهمها حاولت
وإذا قمنا بمراجعت الآية ودراستها ستعيدنا الى نفس المجموعة التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالى أنها كفرت وكذبت على الله أنها تحاول بطريقة ما أن تتحصل على الخلود
والشخصية التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالى أنها أخلدت الى الأرض كذلك تريد الخلود
فهذه الجماعة التي تبحث عن الخلود هل ستصل بطريقة ما أو بأخرى لهذه الشخصية وتتبعها
نقول نعم ستصل لهذه الشخصية وتتبعها ولن تتبع الأنبياء والرسل
ولو اتبعت الأنبياء والرسل يكون بشكل ظاهري وكذبا بالغش والإحتيال حتى تصل الى هذه الشخصية
وقد سبق وقلنا من قبل لربما او على الغالب ان هذه الشخصية التي تكلم عنها سبحانه وتعالى واعطاها القدرة على فهم جزء من عمل الروح
في قوله تعالى :
( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
بمعنى ان هناك من أوتي من علم الروح ولكن قليل العلم
ولربما كانت هذه الشخصية التي نتكلم عنها مما أوتيت هذا القليل من علم الروح والتي جعلها الله أن تحاول تستخدم هذا العلم الرباني حتى تتحصل على الخلود
ونقول على الغالب ان الله سبحانه وتعالى علم هذه الشخصية التي نتكلم عنها وهي الأعور الدجال
علمها الله بعض علوم الروح
وقلنا من قبل في أحد الدروس السابقة عن علاقة الجسد والنفس والروح
وقلنا أن الروح هي التي تعطي النفس الإمكانية أن تعود للجسد الخاص فيها ولا تخطإ وتعود الى جسد آخر مختلف
فالروح هي التي تعطي الحياة للجسد
والروح هي التي تعطي للنفس القدرة على العودة إلى الجسد المخصوص لها
لذلك فلما يتعلم الأعور الدجال بعض من علم الروح يصير عنده الإمكانية أن يحتال بطريقة ما على النفس حتى تعود الى جسد آخر ولربما هذا الذي مكنه من أن ينتقل من جسد الى جسد آخر
وكأنه ينسخ الشيفرة الموجوده في الجسد وذلك عبر تعامله مع الروح من انسان الى انسان اخر وحتى يقترب جسده من الموت يفر الى جسد آخر
ولربما أيضا فسر لنا بعض الظواهر التي شهدناها عبر العصور مثل ظاهرة الفرعونية
نحن نعلم أن الفراعنة كانوا يعملوا بالتحنيط
يعني الملك الحاكم او الفرعون كان يأمر إذا مات ان يتم حفظ جسده بطريقة ما لأنه كان يعتقد أن الروح ستعود إلى هذا الجسد
ولربما كذلك هذا الدس كان من نفس أفكار الأعور الدجال نشر بينهم انه يستطيع ان يعيد ارواح او انفس هؤلاء إلى اجسادهم ويعيد لهم الحياة من جديد عبر تعامله مع الروح
ايضا إخواني هناك جماعات اخرى مثل البودية متلا يعتقدون أن النفس اذا خرجت من الجسد لا تصعد الى عليين أو تهبط إلى سجين إنما تحل في مخلوق آخر تم في مخلوق تم في مخلوق تم تعود بطريقة ما الى جسد إنسان آخر
فينتقل هذا الإنسان من جسد في فترة زمنية معينة الى جسد آخر
نفس هذه الأفكار هي الأفكار التي يطرحها الأعور الدجال بالشراكة مع إبليس
فنقول :
ان هذه الحيل التي استخدمها الأعور الدجال وساعده فيها إبليس هي التي أضلت الكثير من الناس
وهي التي تنتظرها هذه المجموعة من الناس التي تبحث عن الخلود
في قوله تعالى :
( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )
فلن يتحصلوا على الخلود بأي حال من الأحوال
الله سبحانه وتعالى تكلم مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
قال تعالى :
( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ? أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ )
يعني سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان الأولى لو ان الله عز وجل يريد ان يكتب الخلد الى انسان في الدنيا ان يكتبه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هبة وعطاء من الله عز وجل
فالأمر ان هذه حيلة ابتدأت هذه الحيلة بعطية ربانية
الله سبحانه وتعالى اعطا لهذا الشخص عطية الا وهي القدرة على التعامل مع الروح الا أنها انسلخت من هذه العطية واستخدمتها لمصلحة نفسها حتى تتحصل على الخلود في الدنيا وأوهمت مجموعة من الناس انها تستطيع ان تعطيها الخلود
فسار عندنا هذه الشخصية
وسار عندنا هذه المجموعة
وهذه المجموعة تورث افكارها من جيل الى جيل وتبقى عندنا مجموعة تحاول ان تتبع هذه الشخصية
لذلك اخواني في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام عندما تكلم عن الأعور الدجال قال :
يخرج الدجال من يهودية أصبهان يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان.
يتبعونه لأنهم يأملون أن هذه الشخصية ستعطيها بطريقة ما الخلود في هذه الحياة الدنيا
فهذه الشخصية لربما انتقلت من جسد الى جسد
رأينا اخواني في زمن سيدنا نوح عليه السلام ان قومه اتبعوا هذا الشخص
( قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)
وايضا لما ننتقل من زمن سيدنا نوح عليه السلام الى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام فقد التقى بشخصية النمرود ولربما كان ايضا النمرود هو نفسه هذه الشخصية التي تمكنت بطريقة ما تنتقل من جسد الى جسد حتى حطت في جسد النمرود
لأن الخطاب بين سيدنا ابراهيم عليه السلام وبين هذه الشخصية
في قوله تعالى :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ )
ولما نرجع لآيات القرآنية بعد قول هذه الشخصية انا احيي واميت
الله سبحانه وتعالى يحضر لنا قصة الشخص الذي أماته الله مئة عام
ثم بعدها طلب سيدنا إبراهيم من الله عز وجل ان يريه كيف يحيي الموتى في قوله تعالى :
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى? )
فلو كان كلام هذا الشخص على المجاز انه يحيي ويميت كما يقول البعض ما كان تأثر به سيدنا إبراهيم
ولكن تأثر سيدنا إبراهيم حتى انه يطلب من الله سبحانه وتعالى ان يريه كيف يحيي الموتى والله سبحانه يستجيب له
فهذا معناه وكأنها إشارة أن هذه الشخصية كان عنده القدرة على احياء الموتى وهذه القدرة كانت فقط لهذا الشخص الذي اعطاه الله تلك الآيات فإنسلخ منها واستخدمها حتى يخلد الى الأرض وحتى يكون يتحصل على الخلود بالشراكة مع ابليس
( فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)
ولنتدكر ان ابليس مكتوب له النظرة
وهي حصة من الخلود الى حين الوقت المعلوم
وكذلك الأعور الدجال له وحصة من الخلود فيقتله سيدنا عيسى عليه السلام في بيت لذ
وإبليس والأعور الدجال عندهم حلف وهم الجماعة التي تبحث عن الخلود عند دخولهم النار ومن شدة غيضهم عندما يكتشفوا أمر ابليس والأعور الدجال سيطلبون ان يروا عذاب هؤلاء الشخصيتان
في قول الله عز وجل في سورة فصلت :
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ )
ابليس والأعور الدجال هما أكثر شخصيتين اضلوا الناس في الدنيا
وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حدر الناس من هاتين الشخصيتين
لأن فكرة الخلود عن الكثير من الناس فكرة مغرية فقد تجد الواحد منهم على فراش الموت وقد يأتي طبيب ويقول له أنا مستعد أني أشفيك ولكن بشرط ان تدفع كدا وكدا أو تفعل كدا وكدا فيكون الرد بالقبول
أو قد تجد اعمى فيأتي واحد ويقول له أنا مستعد أعيد لك بصرك ولكن لقاء انك تتنازل لي على كل ما تملك فيكون الرد بالقبول
أو تجد انسان له عزيز ميت أبوه أو أمه أو زوجته أو ابنه أو ابنته ويأتي شخص أو شخصية سواء كانت شيطانية انسية ويعرض عليه إعادة هذا الشخص العزيز من الموت لقاء فعل معين يشترطه عليه فيكون الرد بالقبول
وللأسف الكثير من الناس اتبعوا هاتين الشخصيتين ابليس والأعور الدجال في فكرة احياء الموتى والعودة من الموت والخلود
وندكر أن الفراعنة كلهم كانت فكرتهم قائمة على هذا المبدأ
وجماعات أخرى كثيرة اتبعت هذه الأفكار ولا زالت لحد اليوم
لذلك اخواني نقول أن الأعور الدجال ربما انتقل من شخص الى شخص قلنا في زمن سيدنا نوح
وفي زمن سيدنا إبراهيم ولربما كذلك تكررت هذه الشخصية في زمن سيدنا موسى عليه السلام في شخص السامري
لأن السامري كما نعلم استطاع ان يرى ما لم تراه الناس واستطاع ان يرى جبريل عليه السلام
في قله تعالى :
( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَ?لِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي )
فكيف استطاع السامري ان يرى ملك وكيف علم ان ذلك الثراب الذي حط عليه جبريل عليه السلام سيكون قادر على دب الحياة في شيء معين إلا أن يكون فعلا عنده علم رباني من الله عز وجل بشأن الروح
لذلك نقول ان السامري هي المحطة الثالثة والأخيرة لهذه النفس الشريرة لأن سيدنا موسى عليه السلام حكم عليه ألا مساس
فلن يستطيع ان ينتقل من جسد الى اخر لكي يفتن الناس وسيبقى محبوس حتى فترته المعلومة
في قوله تعالى :
( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ? وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ )
والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أن الأعور الدجال سيخرج في غضبة يغضبها
فهو موعد خروجه من محبسه في آخر الزمان
ونعلم كذلك أن خروجه سيمكت أربعين يوما
يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وباقي أيامه كأيامنا
واليوم الأخير من أيامه هو موعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام من السماء على جناح ملكين
عند المنارة البيضاء في الشام ويأتي الى بيت المقدس في المسجد الأقصى وسيصلي خلف الرجل الصالح وهو المهدي عليه السلام
ثم يخرج ويتبع الأعور الدجال الى بيت لذ ويقتله بحربته ويأتي بدمه
على رمحه ويريه للناس
فنقول ان رحلة هذه الشخصية ابتدأت بعد آدم عليه السلام
بين آدم ونوح عليهما السلام
وان بدايتها كرمها الله سبحانه وتعالى واعطاها آيات واعطاها قدرة على التعامل مع الروح إلا أنه هذا العلم الذي اكتسبه لم يستخدمه في طاعة الله ولا في هداية الناس
إنما استخدمه في مصلحة نفسه وتحصل على نوع من الخلود وبدأ ينتقل عبر الأجيال حتى حبسه سيدنا موسى عليه السلام
إلا أن انتقاله عبر الأجيال أضل مجموعة من الناس وتلك المجموعة هي أصلا ضالة من الإبتداء قبل أن يأتي الأعور الدجال فهو كان وسيلة فقط لإظهار ضلالهم وكفرهم وكذبهم على الله سبحانه وتعالى
في قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )
انتهى الموضوع وهذه أصلا مجموعة كافرة كفروا بالله وكذبوا عليه
والموضوع ابتدأ في السموات
عندما نرجع لقول الله تعالى :
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى? أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ? قَالُوا بَلَى? ? شَهِدْنَا ? أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَ?ذَا غَافِلِينَ )
لما قالوا شهدنا كانوا فسطاطين
فرقتين
فرقة صادقة وفرقة كاذبة
ولو قالوا كلهم بلى
فنحن مربوطين في فهمنا بعلاقتنا مع الله عز وجل بصفاته سبحانه
وصفات الله سبحانه وتعالى هي الصفات التي اتخدها لنفسه وهو الذي حددها لنفسه
ومن الصفات التي اتخدها لنفسه أنه
حيي ستير
يعني لما يسأل الله انسان أمام إنسان آخر لا يسمع إجابته للإنسان الآخر حتى لا يفضحه أمامه فهو سبحانه وتعالى الستير
لذلك الله سبحانه جعل لنا لسان وقلب
والله سبحانه يأخد الإجابة من القلب ولا يأخدها من اللسان
فهو وحده من يسمع الإجابة القلبية
فالكافر لما قال بلى بلسانه وقال لا بقلبه وأخده الله وحطه في النار
وأنا شفت الله عز وجل يعني فضحه
فمجرد وضعه في النار فإني اعرف انه كذب على الله وقال بلى كذبا
لذلك يجب يظهر و ان يقول الكافر أمامك لا
ولذلك قال الله سبحانه وتعالى :
( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ?)
فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنتنعم في الجنة ولم يخلقنا لكي نتعب ونشقى ونشتغل ولكن العمل أصبح ضرورة
فمعضم الآيات القرآنية التي تتكلم عن الايمان دكر فيها
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا )
فهما أمرين متلازمين الايمان والعمل
العمل لانك لما تعمل شيء يكون جواز السفر للآخرين الذين يرونك بعيونهم هل انت صادق ام لا
المشاهده ضرورية
نحن المسلمين قلنا بلى بلسانا وقلبنا
وكنا صادقين لماذا الله سبحانه اهبطنا للأرض لنكون شهداء على هؤلاء الكذابين الكفار
لقوله تعالى :
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )
فهذا يستلزم مني ان ارى عمل الشخص وارى ماذا يقول
فلما يعمل شيء ويقول شيء مختلف اعرف انه كاذب
فلما يصعد الى السماوات ويوضع في النار فإن الله سبحانه لم يفضحه
ولكنه فضح نفسه أنه كافر وكاذب
فمن صفات الله سبحانه وتعالى انه حيي ستير
اراد الله ان يستره إلا أنه أصر ان يفضح نفسه بأن عمل شيء يخالف ما في قلبه
وكذلك من الضروري ان هذا العمل الذي يقوم به الكافر سيصنع سوء على المسلم
كيف تعرف أنه كافر اذا هو لم يؤديك ولم يعذبك لن تعلم أنه كافر
ولكن لما تكون أنت تتلقى كذب هذا الكافر وتتلقى أذية الكافر أكيد ستشهد عليه
لذلك هذه الدنيا كما علما الرسول صل الله عليه وسلم هي جنة الكافر ولكنها في نفس الوقت هي سجن المؤمن
والله سبحانه تكلم في حق المسلمين وقال :
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ )
ويقول :
( يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ )
يعني كل كذب هذا الكافر سيظهر بأفعال الاعتداء على المسلم
لذلك سنشهد عليه انه كفر وكذب
وانه قال شيء وفعل شيء آخر مختلف بالكلية .
ان شاء الله تكون الفكرة وصلت . |