السحر - أدلة السحر من السنة النبوية
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
12012 |
|
|
|
|
12002 |
|
|
|
|
13 |
أدلة السحر من السنة النبوية
----------------
1. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ?إجتنبوا السبع الموبقات - أي المهلكات - الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم اللهُ إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات - أي العفائف - المؤمنات الغافلات - أي الغافلات عن الفواحش -? ?متفق عليه?. قال الحراني ?السحر: هو قلب الحواس في مدركاتها عن الوجه المعتاد لها في ضمنها من سبب باطل لا يثبت مع ذكر الله تعالى عليه?. وفي حاشية الكشاف للسعد: ?السحر هو مزاولة النفس الخبيثة لأقوال وأفعال يترتب عليها أمور خارقة للعادة?، وقال التاج السبكي: ?والسحر والكهانة والتنجيم والسيمياء من واد واحد? ?فيض القدير - 1 / 153?.
2. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد? ?صحيح الجامع - 5939?. قال المناوي:?"من أتى عرافا أو كاهنا" وهو من يخبر عما يحدث أو عن شيء غائب أو عن طالع أحد بسعد أو نحس أو دولة أو محنة أو منحة، فصدقه إن الغرض إن سأله معتقداً صدقه، فلو فعله إستهزاءً معتقداً كذبه فلا يلحقه الوعيد، ومصدق الكاهن إن اعتقد أنه يعلم الغيب كفر وإن إعتقد أن الجن تلقي إليه ما سمعته من الملائكة وإنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر، قال الراغب العرافة مختصة بالأمور الماضية والكهانة بالحادثة وكان ذلك في العرب كثيراً? ?فيض القدير - 6 / 23?.
3. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضا، أو أتى امرأة في دبرها، فقد بريء مما أنزل على محمد? ?صحيح الجامع -5942?. قال الجزري ?الكاهن: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار. وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما. فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئياً يلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله وهذا يخصونه باسم العراف، كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما. والحديث الذي فيه: من أتى كاهنا. قد يشتمل على إتيان الكاهن والعراف والمنجم?.
4. عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?ليس منا من تطير ولا من تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو تسحر أو تسحر له? ?السلسلة الصحيحة - 2195?. قال المناوي:?" ليس منا " أي: ليس من أهل سنتنا أو طريقتنا الإسلامية، لأن ذلك فعل الجاهلية? ?فيض القدير - 5 / 384، 385?.
5. عن بعض أمهات المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?من أتى عرافا فسأله عن شئ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة? ?صحيح الجامع 594.?. قال المناوي: ?من أتى عرافا" وهو من يخبر بالأمور الماضية أو بما أخفي وزعم أنه هو الكاهن يرده جمعه بينهما في الخبر الآتي، قال النووي: والفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن إنما يتعاطى الأخبار عن الكوائن المستقبلة ويزعم معرفة الأسرار، والعراف يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. ومن الكهنة من يزعم أن جنياً يلقي إليه الأخبار، ومنهم من يدعي إدراك الغيب بفهم أعطيه وإمارات يستدل بها عليه?، وقال ابن حجر: ?الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الأمور المغيبة، وكانوا في الجاهلية كثيراً، فمعظمهم كان يعتمد على من تابعه من الجن، وبعضهم كان يدعي معرفة ذلك بمقدمات أسباب يستدل على مواقعها من كلام من يسأله، وهذا الأخير يسمى العراف "فسأله عن شيء" أي من المغيبات ونحوها "لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" خص العدد بالأربعين على عادة العرب في ذكر الأربعين والسبعين ونحوهما للتكثير، أو لأنها المدة التي ينتهي إليها تأثير تلك المعصية في قلب فاعلها وجوارحه وعند انتهائها ينتهي ذلك التأثير، ذكره القرطبي، وخص الليلة لأن من عاداتهم ابتداء الحساب بالليالي، وخص الصلاة لكونها عماد الدين? ?فيض القدير - 6 / 22، 23?.
6. عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم? ?السلسلة الضعيفة - 1464?. قلت: قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا مؤمن بسحر" والمعنى ليس الذي يؤمن أن للسحر حقيقةً وتأثيراً، إنما الذي يصدق ويؤمن بأن تأثير السحر خارج عن مشيئة الله - عز وجل - ومن إعتقد ذلك لا يدخل الجنة.
7. عن معاوية بن الحكم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?لا تأتوا الكهان? ?صحيح الجامع - 718.?. قال المناوي:?لا تأتوا الكهان" الذين يدعون علم المغيبات قال الصحابي معاوية بن الحكم قلت يا رسول الله أموراً كنا نضعها في الجاهلية، كنا نأتي الكهان.قال: فلا تأتوا الكهان، قلت كنا نتطير. قال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصرفنكم? ?فيض القدير - 6 / 383?.
8. عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر? ?صحيح الجامع - 6.74?. قال المناوي:?"من اقتبس" أي تعلم من ?قبست من العلم? و?إقتبست من الشيء? إذا تعلمته و?القبس? شعبة من النار وإقتباسها الأخذ منها، "علماً من النجوم" أي من علم تأثيرها لا تسييرها، فلا يناقض ما سبق من خبر: ?تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر?، وقد مر التنبيه على طريق الجمع "اقتبس شعبة" أي قطعة "من السح" المعلوم تحريمه ثم إستأنف جملة أخرى بقوله: "زاد ما زاد" يعني كلما زاد من علم النجوم زاد من الإثم مثل إثم الساحر، أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاده إقتباس علم النجوم. ومن زعم أن المراد زاد النبي صلى الله عليه وسلم على ما رواه إبن عباس عنه في حق علم النجوم فقد تكلف، ونكر علماً للتقليل ومن ثم خص الاقتباس لأن فيه معنى العلة ومن النجوم صفة علماً وفيه مبالغة. ذكره الطيبي. وذلك لأنه يحكم على الغيب الذي إستأثر الله بعلمه، فعلم تأثير النجوم باطل محرم وكذا العمل بمقتضاه كالتقرب إليها بتقريب القرابين لها كفر، كذا قاله ابن رجب ?تنبيه? قال بعض العارفين: أصناف حكماء عقلاء السالكين إذا حاولوا جلب نفع أو دفع ضر لم يحاولوه بما يجانسه من الطبائع، بل حاولوه بما هو فوق رتبته من عالم الأفلاك مثلا التي رتبتها غالبة رتب الطبائع ومستولية عليها فحاولوا ما يرومونه من أمر ظاهر لتلك بما هو أعلى منه: كالطلاسم واستنزال الروحانيات المنسوبة عندهم للكواكب. وهذا الاستيلاء الروحاني الفلكي الكوكبي على عالم الطبيعة هو المسمى علم السيمياء، وهو ضرب من السحر لأنه أمر لم يتحققه الشرع، ولا يتم ولا يتحقق مع ذكر الله عليه، بل يبطل ويضمحل اضمحلال السراب عند غشيانه، وإلى نحوه يشير هذا الخبر? ?فيض القدير - 6 / 8.?.
9. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ?سأل ناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: ليس بشيء، فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة? ?متفق عليه?. قال الحافظ بن حجر في الفتح:?والكهانة - بفتح الكاف ويجوز كسرها - إدعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب، والأصل فيه إستراق الجني السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن. والكاهن لفظ يطلق على العراف، والذي يضرب بالحصى، والمنجم. ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه. وقال في ?المحكم?: الكاهن القاضي بالغيب. وقال في ?الجامع? العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنا. وقال الخطابي: الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية، فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور، ومساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه. وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم. وهي على أصناف:-
" منها ما يتلقونه من الجن، فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه، إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين، وأرسلت عليهم الشهب، فيقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ?إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ? ?الصافات - الآية 1.?، وكانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جدا كما جاء في أخبار شق وسطيح ونحوهما، وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد.
" وثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره، مما لا يطلع عليه الإنسان غالباً، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد.
" وثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس، وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه.
" رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة، فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وكل ذلك مذموم شرعاً? ?فتح الباري - 1. / 216، 217?. |