السحر - المعنى الاصطلاحي للسحر
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
12018 |
|
|
|
|
12002 |
|
|
|
|
13 |
المعنى الاصطلاحي للسحر
---------------
وردت تعريفات اصطلاحية مختلفة للسحر وهي كالتالي:
عرفه الإمام ابن جرير الطبري على أنه: ?خدع ومخاريق ومعان يفعلها الساحر حتى يخيل إلى المسحور الشيء أنه بخلاف ما هو به، نظير الذي يرى السراب من بعيد فيخيل إليه أنه ماء، ويرى الشيء من بعيد فيثبته بخلاف ما هو على حقيقته، كراكب السفينة السائرة سيرًا حثيثاً يخيل إليه أن ما عاين من الأشجار والجبال سائر معه، قالوا: فكذلك المسحور ذلك صفته يحسب بعد الذي وصل إليه من سحر أن الذي يراه أو يفعله بخلاف الذي هو به على حقيقته?. جامع البيان عن تأويل آي القرآن/ج:1 ص:459.
وعرف الألوسي السحر بقوله: ?أمر غريب يشبه الخارق - وليس به - إذ يجري فيه التعلم ويستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان بارتكاب القبائح قولاً كالرقى التي فيها ألفاظ الشرك ومدح الشيطان وتسخيره وعملاً كعبادة الكواكب والتزام الجنابة وسائر الفسوق واعتقادًا كاستحسان ما يوجب التقرب إليه ومحبته إياه وذلك لا يستتب إلا بمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس، فإن النفس شرط التضامن والتعاون، فكما أن الملائكة لا تعاون إلا أخيار الناس المشبهين بهم في المواظبة على العبادة والتقرب إلى الله تعالى بالقول والفعل كذلك الشياطين لا تعاون إلا الأشرار المشبهين بهم في الخباثة والنجاسة قولاً وفعلاً واعتقادًا?. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني/ م:1 ج:1 ص:338.
أما ابن قدامة فعرف السحر على أنه: ?عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة?. المغني والشرح الكبير/ م:1. ص:1.4.
وعرف ابن خلدون بما يلي: ?علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو السحر والثاني هو الطلسمات?. مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:193.
عرف الأحناف السحر فقالوا: ?السحر: هو علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة لأسباب خفية. أو: هو قول يعظم فيه غير الله تعالى وتنسب إليه التقديرات والتأثيرات? ?حاشية رد المحتار للمحقق محمد أمين الشهير بابن عابدين - 1 / 44 - 45?.
وقد عرفه المالكية كتعريف الحنفية الأخير مع تغيير يسير في بعض الألفاظ مع اتحاد المعنى في كل منهما، وقال عنه بعض المالكية: ?منه ما يكون خارقاً للعوائد ومنه ما لا يكون كذلك? ?حاشية الدسوقي على الشرح الكبير - 4 / 3.2?.
وقد عرفه الشافعية فقالوا: ?السحر: مزاولة النفوس الخبيثة لأقوال وأفعال ينشأ عنها أمور خارقة للعادة? ?مغني المحتاج للعلامة الشربيني الخطيب - 4 / 12.?.
وقد عرفه الحنابلة فقالوا: ?السحر: عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له? ?المغني - 8 / 15.?.
وبناء على هذه التعريفات يمكن وضع تعريف اصطلاحي للسحر على أنه: ?علم مكتسب تمارسه بعض النفوس الدنيئة إما بالخداع وتخييل الشيء على غير حقيقته، وإما بالإضرار بخلق الله تعالى وإذايتهم، وهذا الإضرار والخداع والتخييل لا يتحقق إلا بالاستعانة بالشيطان والتقرب إليه بارتكاب القبائح قولاً كالرقى التي فيها ألفاظ الشرك أو عملاً كعبادة الكواكب والتزام الجنابة وسائر الفسوق أو اعتقادًا كاستحسان ما يوجب التقرب إلى الشيطان ومحبته فيتحقق بذلك تأثير السحر في المسحور?. |