السحر - الفرق بين السحر والمعجزة

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

السحر - الفرق بين السحر والمعجزة

12028

الباب الثاني - السحر

12002

كتاب المصائب والإبتلاءات

13

 

الفرق بين السحر والمعجزة

---------------

يظهر هذا الفرق من عدة وجوه:

------------------

أن المعجزة لا تظهر إلا على يد نبي صادق فيما يخبر به، أما السحر فيظهر على يد كاذب فاسق، يقول ابن خلدون: {الساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر وكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهما} مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:2...

أن أعمال السحرة يمكن إبطالها ومعارضتها بمثلها أما معجزات الأنبياء فلا يمكن إبطالها ولا معارضتها، ويذكر ابن خلدون في مقدمته: ?أن زركش كاويان -وهي راية كسرى- كان فيها الوقف المئيني العددي منسوجًا بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوقت ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم، وهو فيما تزعم أهل الطلسمات والأوراق مخصوص بالغلب في الحروب وأن الراية التي يكون فيها أو معها لا تهزم أصلاً إلا أن هذه عارضها المدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسكهم بكلمة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت ?وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ? سورة الأعراف، الآية:118.?.

أن السحر علم مكتسب تعين فيه الشياطين السحرة، أما المعجزة فهي هبة من الله تعالى لأنبيائه يقول ابن خلدون: {المعجزة قوة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو -النبي- مؤيد بروح الله على فعله ذلك والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال} مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:199.

أن السحر يكون مقدورًا لكل الإنس أما المعجزات فلا يقدر عليها سوى الأنبياء يقول القرطبي: {السحر يوجد من الساحر وغيره، وقد يكون جماعة يعرفونه ويمكنهم الإتيان به في وقت واحد، والمعجزة لا يمكن الله أحدًا أن يأتي بمثلها وبمعارضتها} الجامع لأحكام القرآن/ ج:2 ص:47.

أن المعجزة مقرونة بالتحدي عكس السحر يقول ابن خلدون: {فالذي ذكره المتكلمون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه، قالوا: والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه، ووقوع المعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذبًا وهو محال فإذاً لا تقع المعجزة مع الكاذب إطلاقاً} مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:200