السحر - سحر العزائم والطلسمات

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

السحر - سحر العزائم والطلسمات

12044

الباب الثاني - السحر

12002

كتاب المصائب والإبتلاءات

13

 

سحر العزائم والطلسمات

---------------

?المقصود بالعزائم هي الرقى، وعزم الراقي كأنه أقسم على الداء، والعزيمة من الرقى التي يعزم بها على الجن والأرواح? لسان العرب/ م:2 ص:769.

أما الطلسمات فقد عرفها حاجي خليفة بقوله: {معنى الطلسم: عقد لا ينحل، وقيل مقلوب اسمه أي المسلط لأنه من القهر والتسلط، وهو عالم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالية مع القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مقوية جالبة لروحانيات الطلسم ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى السحر لكون مبادئه وأسبابه معلومة وأما منفعته فظاهرة لكن طرق تحصيله شديدة العناء} كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون/ م:2 ص:1114-1115 ط:1982.

أصحاب الطلاسم لهم تفسير خاص لهذا النوع من السحر، يقول ابن خلدون:{صاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في العناصر كما يقوله المنجمون روح بجسم ومعناه عندهم ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية، والطبائع العلوية هي روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في الأمر بالنجاسة} مقدمة ابن خلدون/ م:2 ص:198. وهذا الطلسم أو العزيمة قد يكون قطعة من ورق أو قماش أو معدن أو جلد... وغالبا ما يكون ورقاً به دوائر سحرية ورموز وحروف وأوراق وأسماء أعجمية لا يعلم معناها إلا الساحر يقول ابن تيمية رحمه الله: {الرقى والعزائم تتضمن أسماء رجال من الجن يدعون ويستغاث بهم ويقسم عليهم بمن يعظمونه فتطيعهم الشياطين بسبب ذلك في بعض الأمور وهذا من جنس السحر والشرك قال الله تعالى: ?وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ?}، قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة / ص:156 ط: 197..

والقول بأن الكواكب لها فعل وتأثير قول باطل يقول الدكتور سليمان الأشقر: {والصواب من القول أن هذا الذي تسميه بالطلسم هو علم الشيطان وفعله وليس للكواكب فيه فعل ونسبتهم هذه الأمور إلى الكواكب إنما هو لإخفاء ضلالهم وكفرهم وتدجيلاً على الناس} علم السحر والشعوذة/ ص:1.7.

وأخطر أنواع هذا التدجيل هو أن هذه الطلاسم قد تكون فيها آيات قرآنية وأسماء الله الحسنى وأسماء الأنبياء وهذا من التدليس والتدجيل لإضفاء صفة المشروعية عليها.

وهذا النوع من السحر قد يدوم أيامًا وشهورًا أو سنوات حسب الزمن الذي عمل له هذا الطلسم، ومن هذا النوع ما يستمر قروناً وكثيراً ما سمعنا بلعنة الفراعنة التي لاحقت علماء الآثار بمصر، وتفسير هذه الظاهرة أن المصريين القدامى كانوا متمرسين في السحر وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة موسى مع سحرة فرعون وهؤلاء المصريين كانوا إذا مات أحد منهم دفنوا معه متاعه من ذهب وجواهر وأواني... ورسموا على تابوته طلاسم سحرية تحمي قبره من اللصوص الذين يحاولون سرقة هذه الكنوز، وقد وجد أن كثيراً من علماء الآثار في هذا القرن يصابون بالمصائب والكوارث التي تلاحقهم، وأشهر ما وقع: {قصة حدثت في بداية القرن العشرين بدأت مع ميتر دوجلاس موراي أحد السياسيين الإنجليز، فعند زيارته لمصر مع صديقين له عرض عليه الترجمان الذي رافقه أن يبيع له مومياء مصرية بحالة جيدة، وقد أكدت الكتب الهيروغليفية التي فوق الصندوق أن المومياء التي كانت فيه هي جثة كبيرة الكهنة في معبد آمون رع، وحفرت على الصندوق صورة رائعة لها بالمينا والذهب.... وأحس مستر دوجلاس بصوت داخلي يطلب منه ترك المومياء وشأنها إلا أنه وافق على شرائها نظرًا لجمالها من جهة ولأن صديقيه حاول كل منهما أن يشتري المومياء واقترعوا ووقعت القرعة على مستر دوجلاس فأمر بإرسالها إلى الفندق تمهيدًا لشحنها إلى عنوانه بلندن، وبعد ذلك بأيام ذهب دوجلاس يصطاد كعادته فانفجرت البندقية في يده اليمنى، ولما عاد للقاهرة قاطعًا رحلة الصيد لعلاج ذراعه أمر الأطباء بضرورة بتر ذراعه وهذا ما حدث بالفعل وكانت هذه المومياء شؤمًا على صديقيه أيضًا' حيث أصيب الاثنان بمرض عضال وماتا متأثرين به، ولما عاد دوجلاس لمنزله بلندن وكان الصندوق سبقه إلى هناك أحس بأن عيني الكاهنة المحفورة فوق الصندوق تنظر إليه نظرة الكراهية والبغض وكأنها عادت للحياة من جديد!! فارتعدت مفاصله وحكى القصة لصديقة له تسمى جاكلين فسخرت منه واشترت منه الصندوق وبمجرد أن وصلت المومياء لدارها في إحدى ضواحي لندن توالت عليها الكوارث سقطت والدتها من على السلم وأصيبت بكسر في ركبتها وظلت تعاني شهورًا إلى أن ماتت وهرب خطيب جاكلين منها في ظروف غامضة واستمرت الكوارث حيث ماتت كل الدواجن والطيور التي كانت تربيها في حظيرة المنزل وانسعرت ثلاثة كلاب كانت تحتفظ بها للحراسة واضطرت لإعدامها ثم مرضت جاكلين بمرض عضال لم يستطع أحد أن يشخصه واستدعت محاميها لتكتب له وصيتها فما كان من المحامي إلا أن أعاد الصندوق إلى مستر دوجلاس فاعتزم دوجلاس أن يرسل الصندوق إلى القسم المصري في المتحف البريطاني وترك الأمر لصديقه يتولاه، ولكن هذا الصديق كان من المغرمين بتاريخ مصر القديمة فظن أن الفرصة مواتية لاقتناء الصندوق حيث نقله لمنزله وبعد عدة أيام توفي هذا الرجل لأنه تناول خطأ مادة سامة على أنها دواء مسكن وعندما وصلت المومياء للمتحف البريطاني حدثت عدة حوادث مزعجة في المتحف وحاول أحد الرسامين رسم الصندوق أربع مرات إلا أنه كانت تحدث له حادثة تمنعه من الرسم وفي المرة الخامسة استطاع أن يرسمه فأصيب في حادثة حطمت اللوحة التي رسمها تماماً، ولما ضاق المسؤولون بالمتحف، قرروا إهداءها إلى القسم المصري بمتحف نيويورك وشحنوها فعلاً على ظهر الباخرة الشهيرة "تيتانيك" وقد استقرت هذه الباخرة هي والمومياء في قاع المحيط الأطلنتي وكان ذلك في أبريل عام 1912م} حوار مع الجن/ الصحفي أسامة الكرم ص: 158-159.