السحر - السحر المجازي - القائم على الخداع وخفة اليد

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

السحر - السحر المجازي - القائم على الخداع وخفة اليد

12049

الباب الثاني - السحر

12002

كتاب المصائب والإبتلاءات

13

 

السحر المجازي - القائم على الخداع وخفة اليد

--------------------------

مدار هذا السحر هو الحيل والكذب والخداع وخفة اليد التي تنطلي على البصر الذي قد يخطئ أو يصيب، حيث يشغل بالشيء المعين دون غيره وقد سمى الرازي من يقوم بهذه الحيل بالمشعبذ يقول الرازي: {المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك والتحديق نحوه عمل شيئاً آخر عملاً بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفياً لتفاوت الشيئين أحدهما اشتغالهم بالأمر والثاني سرعة الإتيان بهذا العمل الثاني وحينئذٍ يظهر لهم شيئاً آخر غير ما انتظروه فيتعجبون منه جداً ولو أنه سكت ولم يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله} مفاتيح الغيب/ م:2 ج:3 ص:229.

حيلة الرجل المربوط على الدولاب الدوار والسكاكين الملقاه عليه

ففي هذه الحيلة يلقي الساحر ?المحتال? بالسكاكين على إنسان مربوط على عجلة تدور بسرعة عالية، فلا تصيبه السكاكين ولكنها تلتصق بالأماكن الفارغة على الخشبة من حوله على الدولاب، فيقف المشاهد مذهولاً مبهوتاً لهذا العمل الخارق.

ولكن عندما يعرف المشاهد الطريقة التي تمت بها هذه العملية الخارقة، لا تعود هذه العملية خارقة، بل تصبح شيء عادي وطبيعي، وربما تصبح أحيانا تافهة، ويأخذ هذا الشخص بسؤال نفسه، كيف لم يخطر على باله أن هذه العملية تمت بهذه الطريقة؟

وفي هذا المثال الذي ذكرنا، فإن الساحر يقوم بتحضير ساحة العملية مسباقاً بطريقة علمية جميلة، حيث تتم هذه الحيلة بأن تخرج السكاكين من نفس الخشبة الدوارة في اللحظة التي يوهمنا الساحر أنه القى السكين، في حين تدخل السكين التي في يده في كمه، فتختفي من يده، ثم تظهر سكين أخرى مشابهة لها وفي الوقت المناسب من خشبة الدولاب، مدفوعة بزنبرك خاص، فيعتقد المشاهد أنه فعلاً القى سكينا وأن هذه السكين إلتصقت بالخشبة دون أن تصيب الإنسان المربوط على الخشبة.

وفي هذا المقام فإن الخدع التي توصل لها الإنسان، يحتال فيها على الناس، لا عد لها ولا حصر، لكثرتها، ولكنها جميعها تقوم على نفس المبدأ.