السحر - سحر التفريق - ويطلق عليه سحر الصرف
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
12057 |
|
|
|
|
12002 |
|
|
|
|
13 |
سحر التفريق - ويطلق عليه سحر الصرف
------------------------
سحر الصرف: ويسمى كذلك "سحر التفريق"، وهو عمل وتأثير يسعى الساحر من خلاله للتفريق بين المتحابين أو المتآلفين، أو التفريق بين الأشخاص عامة لأسباب معينة بناء على توصية من قام بعمل السحر. قال ابن كثير - رحمه الله - ?وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة? ?تفسير القرآن العظيم - 1 / 144?، يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان - حفظه الله - ?والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه? ?نشرة لفضيلة الشيخ بتاريخ 21/1/1417 هـ - ص 1?.
سحر الصرف قد يأخذ شكلا من الأشكال التالية:
-----------------------------
" صرف الزوج عن زوجه أو العكس من ذلك.
" صرف الأم عن ابنها أو ابنتها أو العكس من ذلك.
" صرف الأب عن ابنه أو ابنته أو العكس من ذلك.
" صرف الأخ عن أخيه أو أخته أو العكس من ذلك.
" صرف الأقارب بعضهم عن بعض.
" صرف الشريك عن شريكه.
" صرف الصديق عن صديقه.
" صرف الجار عن جاره.
يقول عز وجل في سورة البقرة 2- آية 102 ?وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ?، قال الحافظ بن حجر في الفتح:?قال المازري: وقيل لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله تعالى في قوله ?يفرقون به بين المرء وزوجه? لكون المقام مقام تهويل، فلو جاز أن يقع به أكثر من ذلك لذكره. وقال: والصحيح من جهة العقل أنه يجوز أن يقع به أكثر من ذلك، قال: والآية ليست نصا في منع الزيادة، ولو قلنا ظاهره في ذلك? ?فتح الباري - 10 / 223?. وقد يستأنس من السنة المطهرة بحديث عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي: - عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:?إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت? ?صحيح الجامع - 1526?. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ?ومن هنا قال طائفة من العلماء: إن الطلاق الثلاث حرمت به المرأة عقوبة للرجل حتى لا يطلق؛ فإن الله يبغض الطلاق، وإنما يأمر به الشياطين والسحرة ؛ كما قال تعالى في السحر: ?فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ? ?البقرة - الآية 102?، ثم ساق حديث جابر بن عبدالله آنف الذكر? ?مجموع الفتاوى - 32 / 88، 89?. وقال - رحمه الله -: ?السعي في التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات، بل هو فعل هاروت وماروت، وفعل الشيطان الحظي عند إبليس، كما جاء به الحديث الصحيح? ?بيان الدليل على بطلان التحليل - 609 - 610?.
فالنصوص القرآنية والحديثية آنفة الذكر تدل على أن غاية الشيطان ومقصده التفريق بين الزوج وزوجه، بسبب أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع المسلم، وبهذا الفعل الدنيء يتحقق مراد الشيطان في تدمير المجتمعات الإسلامية وتقويضها، ومن هنا كانت الغاية الأساسية للشيطان وأتباعه التفريق بين الزوجين، وهو أقدر على التفريق بين المتحابين إذا توفرت له الأرضية التي يستطيع من خلالها الوصول لأهدافه وغاياته وقد اتضح هذا المفهوم من خلال أقوال أهل العلم كما مر معنا سابقاً، ومع أن الحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه - لا ينص أصلا على الأسلوب الذي يتبعه الشيطان في وصوله لهذه الغاية ألا وهي التفريق بين الزوج وزوجه، إلا أن السحر من الأساليب التي يستأنس لها الشيطان لتحقيق تلك الأهداف، لما فيها من كفر صريح بالله عز وجل وهدم للأسر وتقويض للمجتمعات وقد أكد هذا المفهوم العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكذلك العلامة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله - في كلام لاحق. قال المناوي:?إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من انقطاع النسل وانصرام بني آدم وتوقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها معرة? ?فيض القدير - 2 / 408?.
فسحر التفريق يعتبر من أكثر أنواع السحر انتشاراً، وهو غالباً ما يكون بين الزوج والزوجة أو الأخ وأخيه أو بين الأب وإبنه أو بين الأم وأولادها وبناتها، أو حتى بين الشريك وشريكه في العمل، وأسبابه الحقد أو المصالح الدنيئة لشخص لا يروق له أن يرى علاقة مثالية بين إثنين، وهذا السحر يؤثر على الطبيعة السلوكية للمسحور، حتى يصبح وكأنه إنسان آخر، فإن كان زوجاً محباً إنقلب ليكون وكأنه عدوا لزوجته، وإن كانت زوجة محبة لزوجها إنقلب حبها إلى كره ونفور شديد، حتى تصبح لا تطيق العيش مع زوجها حبيب الأمس، وإن كان بين أخ وأخيه يصبحا متنافرين مختلفين، لا يتفقان حتى على أمر لا يختلف عليه اثنان، وأما إن كان بين الأب وابنه، أصبح الأب متعسفاً على إبنه بطريقة عجيبة جدا، وأما الابن فيرى في أبيه العدو الأول حتى يصبح لا يطيق له فعلا ولا يطيع له أمرا، وان كان بين الأم وأولادها، أصبحت هذه الأم ترى أولادها شياطين عاقين، لا ترضى عنهم حتى لو فرشوا لها جلودهم لتنام عليها، وان كان بين الأولاد وأمهم أصبح الأولاد يمارسون أبشع أنواع العقوق بحق أمهم، سواء أكان هذا العقوق متمثلاً بعدم الطاعة أو عدم المبالاة بشعورها كأم أو شتمها وتحقيرها، وأما إن كان هذا السحر بين الشريك وشريكه، أصبح الشريك الأول يحفر للشريك الثاني، وأصبح الشريك الثاني يخون الشريك الأول ولا يتفقان إلا على أمر واحد فقط وهو لعنة اليوم الذي أصبحا فيه شركاء.
أرأيتم كم هو مدى هذا الظلم، وهل هناك ظلم اكبر من هدم البيوت العامرة أو تقطيع الأرحام التي أمر الله أن توصل، أو تفريق الجماعات أو عقوق الوالدين الذي أمرنا الله أن لا نعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
أقول للذين يذهبون إلى السحرة لفعل هذه المصائب، ألم تعلموا بأن الله بالمرصاد، كفاكم حقدا وكرها، اتقوا الله، وأقول للسحرة أنتم حثالة القوم وأبراج مزابل التاريخ، وأدعو الله أن لا يذر على الأرض منكم دياراً.
أعراض سحر التفريق السلوكية
---------------------
" إنقلاب سلوك الإنسان مئة وثمانية درجة وبدون أسباب منطقية، بمعنى أن إنسانا صاحب سلوك جيد ومعاملة جيدة تتغير معاملته مع من حوله بشكل تام.
" إحداث أكبر المشاكل من أتفه الأسباب.
" التحول من إنسان هادئ إلى إنسان عصبي جدا، حتى تصبح عصبيته مدمرة لعلاقاته مع أحبابه المشمولين بالسحر.
" يصبح المسحور مندفعا، متسرع، أهوجا، فتكثر اغلاطه.
" يصبح المسحور مكابراً في ظاهره مع أنه كثير الندم بباطنه.
" يدعي أنه الأعلم في كل شيء وهو بمنطقه الجديد لا يفقه من الدنيا شيئا.
" وإن كان المصاب زوجا وزوجة فتزول الرومانسية ويزول الانسجام. ويظهر شيء جديد هو النفور وتزداد المشاكل يوما بعد يوم، حتى تصل الأمور إلى طريق مسدود وقد تصل إلى التفريق، إذا لم يكن هناك إدراك بأن ثمة شيء غريب قد جد.
أخي المؤمن، الإنسان هو أدرى بنفسه من الآخرين وهو من يقرر انه مسحور أم لا فإذا وجدت عندك هذه التغيرات في السلوك مصاحبه للأعراض الصحية التي ستذكر فيما بعد، ستتيقن بعدها وتعرف انك مسحور أم لا بدون الوسوسة أو الوهم أو اللجوء إلى العرافين والمشعوذين وتكون عرضة للنصب والاحتيال.
اعراض سحر التفريق الصحية
-----------------
" صداع شديد في الرأس.
" اخضرار في الأكتاف والأيدي والأرجل.
" آلام في أسفل الظهر.
" النقوزه عند بداية النوم.
" التنبؤ بالشيء قبل حصوله.
" الهزال الشديد عند القيام من النوم.
" الخمول في الجسم.
" الإحساس بحركات غريبة حوله.
" ضيق الخلق.
" ضغط على الصدر وضيق التنفس.
" الإحساس بالدوار عند قضاء الحاجة بالحمام.
" فقدان الشهية للطعام.
" الارتجاف عند العصبية واحمرار العيون.
" الاكتئاب والشعور باليأس.
" الأحلام المزعجة والكوابيس.
هذه هي الأعراض السلوكية والصحية وقد بيناها كاملة نسأل الله أن يبعد عنا وعنكم الوقوع في هذا وحسبنا الله ونعم الوكيل. |