العين والحسد - الاحتراز بستر محاسن من يخاف عليه من العين

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

العين والحسد - الاحتراز بستر محاسن من يخاف عليه من العين

12106

تحميل

الباب الثالث - العين والحسد

12003

كتاب المصائب والإبتلاءات

13

 

الاحتراز بستر محاسن من يخاف عليه من العين

---------------------------

قال ابن القيم - رحمه الله -:?ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة ": أن عثمان - رضي الله عنه - رأى صبيا مليحا، فقال: دسموا نونته، لئلا تصيبه العين?، ثم قال في تفسيره: ?ومعنى: دسموا نونته: أي: سودوا نونته، والنونة: النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير? ?الطب النبوي - ص 173?. يقول الشاعر:

شَخَصَ الأنامُ إلى كمالك فاستَعِذْ من شر أعينهمْ بعَيْب واحدِ

وقال الإمام مسلم: ?قال القاضي عياض بعد ذكر حديث حسد عامر بن ربيعه لسهل بن حنيف: في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء أنه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويتحرز منه، وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس. ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيرا رزقه ما يكفيه، ويكف أذاه عن الناس? ?صحيج مسلم بشرح النووي?. وقال محمد بن مفلح:?وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه? ?الآداب الشرعية - 3 / 6.?. سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عن المبالغة في الخوف من الإصابة بالعين، ومنع الأطفال من مخالطة الناس خوفاً عليهم من العين؟ فأجاب - حفظه الله -: ?لا تعتبر وإنما هي من تجنب أسباب الشرور والأضرار، وقد ورد ما يدل على الجواز في صبي جميل أمروا أن يغيروا صورته خوف العين، كما سبق الأثر عن عثمان في قوله " دسموا نونته " أي سودوها، وهي النقرة في أسفل الوجه، وذلك سبب مما شرعه الله، فقد قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ? ?النساء - الآية 71? وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال، وقال تعالى: ?وَخذُوا حِذْرَكُمْ? ?النساء - الآية 1.2?، ?المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - 218، 219?. وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله -:?والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل لأن التوكل الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول:" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوذ اسحق واسماعيل عليهما السلام "? ?أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - برقم 3371? ?فتاوى العلاج بالقرآن والسنة - ص 41، 42?.

وكان المقنع الكندي واسمه محمد بن عمير بن أبي شمر الكندي من أجمل أهل زمانه، وأحسنهم وجهاً، وأتمهم قامة، فكان إذا كشف وجهه يُؤذى، فكان يتقنع دهره، فسمي لذلك بالمقنع?.