انتفاخ الأهلة

-------

- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ لَيْلَتَيْنِ وَأَنْ تُتَّخَذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً وَأَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ) أخرجه الطبراني في الأوسط برقم 9376 (9/147)؛ ابن أبي شيبة من طريق آخر برقم 37553 [المصنف (7/501)] وصححه الضياء [الأحاديث المختارة (6/306)]؛ وحسنه الألباني [صحيح وضعيف الجامع (1085)

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ انْتِفَاخُ الأَهِلَّةِ، وأَنْ يُرَى الْهِلاَلُ لليلة، فَيُقَالُ: هو ابن لَيْلَتَيْنِ). أخرجه الطبراني في الأوسط برقم 6864 [المعجم الأوسط (7/65)]؛ وصححه الألباني [السلسلة الصحيحة (5/ 366)

شرح:

- هذان الأثران يشيران إلى علامة من علامة الساعة تتعلق بمنازل القمر، والملاحظ أن هذه المنازل تتغير نسبياً حتى يكون الهلال ابن ليلة واحدة بحجم الهلال ابن ليلتين، وهذه عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "انتفاخ الأهلة" أي ينتفخ الهلال فيرى أكبر من حجمه، وهذه العلامة بهذا الشكل لم تأت بعد.

- يرى البعض أن المراد بانتفاخ الأهلة هو خروج الهلال قبل وقته، وهذا في ظني خطأ، بل الهلال يخرج في وقته، لكن عندما يرى في أول ليلة يكون حجمه كبيراً يتناسب مع هلال ابن ليلتين، وهذا صريح في الرواية السابقة حيث أشارت إلى أن الهلال المريء هو ابن ليلة، لكن حجمه يتناسب مع ابن ليلتين، وهذا ما يدل صراحة على أن منازل القمر نفسها تتغير، ولعلها تكون من باب العقوبة للأمة التي تختلف الآن لأسباب سياسية أو غيرها في رؤية الهلال مما يترتب عليه اختلافهم في بداية العبادة أو نهايتها، وما داموا مختلفين في ظل هذا التطور العلمي، وهذه الدقة في منازل القمر؛ إذا فليعاقبوا في تلاعب منازل القمر بهم.

- ارتبط الهلال بعبادتين عظيمتين وهما الصوم والحج، ولئن حرمت الأمة تعيين ليلة القدر بسبب تخاصم البعض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تحرم في آخر الزمان بسبب تخاصمها في تعيين يوم عرفة، فالمعلوم أنه اليوم التاسع من ذي الحجة لكن إذا كان هلال ابن ليلة سيرى بحجم ابن ليلتين إذا سيكون هلال الثامن بحجم هلال التاسع، وهلال التاسع بحجم هلال العاشر، وهذا يترتب عليه أن يكون يوم النحر وفق منازل القمر المعهودة ووفق نظرة الناس للهلال هو يوم عرفة نفسه.

- انتفاخ الأهلة يشير إلى تغير جوهري في منازل القمر في آخر الزمان، أي نحن أمام علامة طبيعية وليست بشرية، ما الحكمة من ذلك؟ الله أعلم، هل لها علاقة بحدث كوني آخر أعظم منه؟ أيضاً الله أعلم. لكن المهم قوله هنا أن لهذه العلامة على وجه الخصوص أسراراً ستظهر لأهلها في وقتها.