علوم آخر الزمان هي جزأ من علوم الغيب - بتاريخ 4/8/2020

 

HTM

PDF

Wave

الموضوع

موضوع

علوم آخر الزمان هي جزأ من علوم الغيب - بتاريخ 4/8/2020

23012

الدروس الصوتية التي تم تفريغها / للتفريغ / التفريغ من صوت لنص - النصية

14

 

تفريغ نص درس شيخنا خالد المعنون باسم:

علوم آخر الزمان هي جزأ من علوم الغيب

بتاريخ 4/8/2020

رابط التيوب:

https://youtu.be/hfxEfMQMEzA

رابط الفيس:

https://www.facebook.com/khaled.moghrabi.7/videos/3216713791741906/

بسم الله الرحمن الرحيم

التذكير بان سورة البقرة هي السورة الثانية في ترتيب مصحف القرآن الكريم،

وفي قوله عز وجل

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

[الم (1) ذَ?لِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ? فِيهِ ? هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)]البقرة1-2

هو اثبات ان الكتاب العظيم لا يشوبه ريب او ادنى شك وانه كتاب هداية للمتقين دون الكافرين

لان الكافر عندما كفر في السماوات وكذب على الله وقال لله عز وجل بلا لم يؤمن باي حال من الاحوال، وهو كذب على الله وبالتالي سيكذب على جل الانبياء والمرسلين وبالتالي جاء قوله تعالى:

[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)]البقرة6

وبالتالي فان الهداية محصورة من عند الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين في كتابه الكريم والذين هم اتقياء من اصلهم وبدايتهم.

والهداية اصلها آتية من الله والعبد اما يحتضانها او يرفضها، قبولها او ردها.

والله تعالى اهدانا كتابه وجميع اياته مما في الارض وفي الانفس هي سبل هداية الله لعباده المتقين.

وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ في البحث عن الحقيقة قبل نزول القرآن لانه لما نظر في السماوات والارض عرف ان لها خالقا ويريد ان يستدل ويعود ويتعلم من هذا الخالق ما يستطيع ولذلك بدأ يصعد الى غار حراء ليتعلم ويتعبد ويسأل الله تعالى ان ينزل عليه ما يدله ويعلمه فيه عز وجل.

فالله يتكلم عن هذا القرآن بأنه هدى للمتقين.

ونحن كعباد عندما نقرأ ايات الله نستدل على عظمة الله تعالى.

واي آية في كتاب الله عند قرائتها تحفزك لتعظيم الله واجلاله وتهليله وتكبيره وعلى العبد ان يظهر اهتدائه امام ربه عند قرائة هذا الكتاب الكريم.

ثم يعقب الله تعالى على وصف صفات هؤلاء المهتدين في قوله تعالى:

[الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ]البقرة3

فاول صفة من صفاة هؤلاء المؤمنين المتقين هي الايمان بالغيب الذي حدث به الله في كتابه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته والذان هما الوسيلة الوحيدة للايمان بهذا الغيب.

فهل عندنا معلومات اخرى عن الغيب بعد ان اخرجنا من بطون امهاتنا ونحن لا نعلم شيئا بعد كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

فكيف نستدل بهذا الكلام الغيبي الذي علمنا الله اياه وهو لم يطلعنا على غيبياته من جنة ونار وملكوته غيبي لم تدركه حواسنا, فكيف نؤمن؟

هناك علم لا نعلمه وهناك امر اخر نعلمه فما هو؟

الله سبحانه وتعالى فطرنا على معرفته سبحانه وعلى تعظيمه عز وجل

والفطرة ليست بعلم نتعلمه ونعلمه, انما هو امر رباني جبلنا الله عليه في داخل اساس بنيتنا المعرفية واساسنا ولبنا وصميمنا, والفطر هو الشق او الرتق، وهذا الرتق او الشق ان لم يعد له اثر يذكر ويظهر ذلك الاثر فذلك يسمى فطر.

والله سبحانه شق قلوبنا ووضع هذا العلم الرباني داخلها ووضع لا اله الا الله داخلها (لانه لا نعلم في هذه الدنيا شيئا عندما اتينا اليها).

لذلك الله يشرح لنا في كتابه ان هذا الانسان المجبول على لا اله الا الله سيحافظ عليها ويستخدمها كلما ظهر وتحرك امامه وداخله شيء من مظاهر الربوبية فسيكون من ردود افعاله تسبيح الله وتعظيمه وتكبيره.

ولذلك فانه عندنا على هذا الاساس علم وفطرة.

والله سبحانه عندما فطرنا على معرفته

فهل رأينا الله تعالى؟ هل خاطبنا الله تعالى؟

الجواب سيكون بالقطع لا ما دمنا في الدنيا

ولكن عندما كنا في السماوات قبل ان نهبط الى الارض، الله اخذنا من ظهور ابائنا حتى وصل الى سيدنا ادم

وفي ذلك قال رب العزة:

[وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى? أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ? قَالُوا بَلَى? ? شَهِدْنَا ? أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَ?ذَا غَافِلِينَ (172)]الاعراف172

فهذا الخطابةالذي كان بين العباد وبين الله جل جلاله جميع الخلق مجبولين عليه.

فاهم صفة واعظمها يتصف بها الانسان التقي الذي يتبع القرآن هي صفة الايمان بالغيب.

والعلوم الغيبية كثيرة واهمها الذات الالهية التي هي امر غيبي حتى في وقتنا الحاضر فاننا لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة ولكن المتقين يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم وباقي الانبياء وبالتالي فان هذه من صفات المتقين وكذلك الامر يجري على جميع الايمان بالجنة والنار وقيام الساعة وان الله سينزل سيدنا عيسى عليه السلام في اخر الزمان وينصر عباده المؤمنين فكلها ايمان بالعلم الغيبي.

وبالتالي يجب التفريق بين العلم الغيبي الذي ذكره الله في كتابه الكريم وبين علم الغيب الذي لم يذكره الله في كتابه.

وهنا يظهر معنى "العرافة" والتي تعرف بانها القول في حدوث او وقوع امر مستقبلي دون ان ياتي في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهناك امر اخر يسمى "الفراسة" او التوقع ايضا وهي ان يقال ان امرا سيقع في المستقبل دون الجزم بالحدوث والوقوع ويجب ان يُقْرَنَ بقول "الله اعلم" او "الا ان يشاء الله"

وبالتالي يجب التفريق بين علم الغيب والعرافة والفراسة.

علم الغيب اذن المذكور في القرآن والاحاديث النبوية الشريفة لك ان تتحدث فيه وان تقسم بالله على حدوثه، لان هذا كلام الله.

اما العرافة فهي جرأة على قدرة الله، مثل العراف الذي يقول انه سيقع كذا وكذا وكأنه هو صاحب الغد وبيده ان يتحكم بالزمن وبيده الاطالة في الاجل وان يجعل الامر الذي يتكلم فيه ان يحدث، وهذه صفات لا تنبغي الا الله عز وجل, وهو شخص يتجرأ على امور تختص بالله وحده عياذا بالله، لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من العرافة في قوله:

روى مسلم في صحيحه هذا الحديث بلفظ: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وقد رواه أحمد بلفظ: من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. وقد صححه الأرناؤوط.

==============

والعرافة ليس شرطا ان تأتي الى انسان بشخصه وذاته ويقول لك انه سيحدث كذا وكذا، وربما انسان يقوم بكتابة ابراج على صحيفة وانت ذهبت الى تلك الصحيفة وبدات تقرا تلك الابراج فهذا ايضا غرافة

وكذلك قارءات الفنجان فكل هؤلاء يدخلون في باب العرافة.

حتى ان الذي يبحث عن التسلية في امور العرافة فهؤلاء ايضا يدخلون في باب العرافة.

فعلم الغيب هنا الذي اتى في الاية هو علم الغيب المتواجد في اية قرآنية صريحة او حديث نبوي صريح من الاحاديث الصحيحة ساعتها ممكن ان نبحث في امور الغيب اما غيرها فاننا نصبح داخلين في خانة العرافين.

هناك اناس تحاول ان تفتح نافذة للغد باي طريقة ولو لم تتوجه الى العرافين والعرافة، ويقول ان الشيء الذي ابحث عنه متواجد في القرآن واحاديث الرسول صلى اله عليه وسلم ويقول ان ذلك مبني على النص ولكنه يحدد تفصيلات الزمان والمكان والصفات المتعلقة بهذا الامر المبحوث فيه، وهذا لا يجوز ايضا الا بقول "الله اعلم" حتى يدخل من باب التوقع والفراسة دون الجزم بهذه التفاصيل.

لذلك يجب القول انه من يريد ان يتكلم في امارات اخر الزمان فعليه ان يكون:

- من المتقين

-ويكون القرآن الكريم كتاب هدايته

-ويجب ان يكون مؤمنا بالغيبيات التي ذكرها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا الباب عندما نقف على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسمى بالحديث الجبرائيلي عَن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بَيْنَما نَحْنُ جُلْوسٌ عِنْدَ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَاِب شَديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتى جَلَسَ إلى النَّبِّي صلى الله عليه وسلم، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ، وقال: يا محمَّدُ أَخْبرني عَن الإسلامِ، فقالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمِّدًا رسولُ الله، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضان، وتَحُجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سَبيلًا. قالَ صَدَقْتَ. فَعَجِبْنا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ، قال: فَأَخْبرني عن الإِيمان، قال: أَن تُؤمِنَ باللهِ، وملائِكَتِهِ وكُتُبِهِ، ورسُلِهِ، واليَوْمِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قال: صدقت؛ قال: فأخْبرني عَنِ الإحْسانِ. قال: أنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاك، قال: فأَخبرني عَنِ السَّاعةِ، قال: ما المَسْؤولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ، قال: فأخبرني عَنْ أَمَارَتِها، قال: أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُون في الْبُنْيانِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قال: يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسُولُهُ أَعلَمُ، قال: فإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"؛ رواه مسلم.

يعني هذا الحديث يرسي لنا قاعدة وهي:

ان الذي يريد ان يتكلم في توقعات تتعلق بعلم الغيب اساسها القرآن والسنة فعليه ان يكون ملما بالتالي:

الاسلام

والايمان

والاحسان

ثم يقر بان الساعة علمها عند الله لا يجليها لوقتها الا وهو، وان للساعة امارات واماراتها مقسمة لقسمين رئيسيين:

-علامات صغرى

-وعلامات كبرى

وان اخر العلامات الصغرى ان تطلع الشمس من مغربها

وان اخر الزمان اطلقنا عليه "الوعد الحق"

يعني بداية اخر الزمان هو "الوعد الحق" المذكور في القرآن الكريم.

يعني عندنا العلامات الصغرى ثم يبدأ "الوعد الحق" ثم يبدأ اخر الزمان ثم يمتد اخر الزمان حتى ينتهي بالكبرى وهي طلوع الشمس من مغربها.

واذا جئنا الى بداية اخر الزمان او ابتداء الوعد الحق ، فلدينا اول علامة وهي عودة بني اسرائيل الثانية والمحرمة الى الارض المقدسة بالرجوع الى قول الله عز وجل:

[وَحَرَامٌ عَلَى? قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى? إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَ?ذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)]الانبياء95-97

فالوعد الحق في ترتيب الايات جاء بعد قوله تعالى:

[وَحَرَامٌ عَلَى? قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى? إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)] 

فهذه علامة بداية الوعد الحق بدخول بني اسرائيل الى الارض المقدسة وتستمر لحدود هدم الكعبة, لماذا؟

لان الكعبة هي البناية التي بكى سيدنا ادم عليه الصلاة والسلام حتى يأذن الله سبحانه وتعالى لسيدنا ادم ان يعبد او ان يعبده هو وذريته في الارض، فهي الاذن في عبادة الله عز وجل وقد استمر بكاءه عليه السلام استمر بين 300الى 450عاما، وفي الحديث

حدثنا ابو منصور القزاز قال انا ابو بكر احمد بن علي قال انا ابو سعيد الماليني وأنا اسماعيل بن احمد انا اسماعيل بن مسعدة قال اخبرنا حمزة بن يوسف قال اخبرنا عبدالله بن عدي قال انا ابو طاهر محمد بن احمد بن عثمان المديني قال انا يحيى بن سليمان الجعفي قال انا احمد بن بشير قال ابن مسعر عن علقمة ابن مرثد عن ابن بريدة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لو وزنت دموع آدم بجميع دموع ولده لرجح دموعه على جميع دموع ولده .

حتى جاء الاذن على شكل خيمة جاءت بها الملائكة من الجنة ووضعتها مكان الكعبة، وان هدمت الكعبة فان هذا الاذن قد انتهى.

ونعلم جميعا ان الكعبة سوف تبقى حتى يعود سيدنا عيسى عليه السلام، لذلك الكعبة ستبقى في عهد سيدنا عيسى قائمة حتى يموت سيدنا عيسى وياتي بعده العبد الحبشي المدعو بذي السويقتين.

وهدم الكعبة لم يذكر بعده انها ستبنى من جديد ولذلك ومباشرة بعد هذا الهدم سوف نشهد طلوع الشمس من مغربها وهو اول علامات الساعة الكبرى.

ولذلك وجب التذكير ان هناك بيتين اساسيين اولهما الكعبة والثاني هو بيت المقدس

فالكعبة هي اذن العبادة

والاقصى هو اشارة صحة العبادة

فطالما الاقصى هو بيد المسلمين فان العبادة صحيحة

ومتى خرج من ايديهم هو دليل على انتكاسة عبادة المسلمين وصلاحهم في الدنيا.

والبيتين كما ذكر الله في كتابه:

[سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)]الاسراء1

وهنا نتسائل هل المسجد الحرام هو الكعبة؟

نقول لا، انما الكعبة في المسجد الحرام ونقول ان المسجد الحرام هو مكان بحسب هذه الاية القرآنية، وبالتالي الاسراء من (المسجد الحرام )هو مكان الى (المسجد الاقصى)هو مكان ايضا

وداخل المكان يوجد بنيان، وهذا البنيان هو بنيان المسجد الاقصى والمسجد الحرام

والبنيان ينتمي الى المكان وان لهذا المكان حدود وهي كما علمنا القرآن في الايات المريمة في قوله تعالى:

[وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَ?ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ? وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)]البقرة58

وحدود دخول موسى ويوشع بن نون هي حدود هذا المكان وهي ما بين صحراء سيناء ونهر الاردن.

فمكان المسجد الاقصى كل الارض المباركة.

فلا يخدعنا اليهود في هذه الحقيقة ابدا ويضحكون علينا بعد محاولتهم لتقليص كلمة المسجد الاقصى الى 144دونم ثم بلغ تحريفهم وتقليصهم لمساحته في حدود المصلى القبلي ولا يزالون يحرفون يوما بعد يوم .

اذن، نقول ان:

"المسجد الاقصى هو مكان والمسجد الحرام هو مكان والكعبة في المسجد الحرام هي اذن العبادة وبنيان المسجد الاقصى في مكان المسجد الاقصى هو دليل على صحة هذه العبادة"

وهذه يجب ان تكون من المفهومات والمسلمات عندنا كبيرنا وصغيرنا نعلمها لجميع اطفالنا كتعليما لهم الحروف الابجدية, وهي الحقيقة فعليا منذ سيدنا ادم الى ان تطلع الشمس من مغربها.

فهما حقيقتين شرعيتين ومسألتين اساسيتين يجب فهمهما جيدا.

وكل هذا يعني ان صفات المؤمن انه يؤمن بالغيبيات المذكورة في القرآن ولا يحتاج ان يرى حدوث الامور المذكورة في الكتاب والسنة بعينيه حتى يصدقها، اذن لماذا هناك اناس تكذب بالمهدي حتى تستدل بمجيئه رؤية العين؟

المهدي من الغيبيات وفيه من الاحاديث الصخيحة التي تدل على مجيئه وان سيدنا عيسى عليه السلام سيصلي خلفه وانه سيخوض الحروب الاربعة يكون اخرها حربه مع الدجال في الارض المقدسة، وانها من الامور الغيبية لا نحتاج ان نراها بام اعيننا حتى نصدقها.

تماما فانت اذا اشترطت ان ترى امرا غيبيا مذكورا في اي. قرآنية او في حديث صحيح فلك ان تنكر كل امر جاء في حديث ليس بصحيح

اما الحديث الصحيح فالالتزام بالاخذ منه يقع موقع الوجوب.

واشتراطك للاخذ بالحديث الصحيح بالرؤية العينية فكأنك تشترط ان ترى الله حتى تؤمن به وترى الملائكة حتى تؤمن بهم وان ترى الانبياء والجنةةوالنار حتى تؤمن بهم، فالايمان وحدة واحدة لا يمكن تجزأتها والايمان الغيبي نفس الشيء وحدة واحدة يستحيل تجزأتها، فايمانك بالغيبيات الوجودة في الكتاب والسنة تقع بنفس المقدار في وجوب الايمان بها دون تجزيئ او نقص.

وهناك من يقول انه لا يؤمن بالمهدي لانه لا يوجد ذكره في القرآن، وهذا ليس بكلام مقبول لان الله امرنا بالايمان باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تذكر المهدي صراحة وهو من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم والموصوف بالمهدي ووردت فيه احاديث صحيحة.

وهناك من يقول انه لا يؤمن بالمهدي لانه لا بوجد ذكره في صحيحي البخاري مسلم الذان هما افضل الصحاح، ومن هذا المبدأ اذا اعتمدناه فاننا قد نشطب على جميع كتب السنة الاخرى وهذا لا يجوز، لان الصحاح غير مقتصرة على البخاري ومسلم.

لان الاحاديث الصحيحة بتصحيح علماء الحديث لها فهي مكملة للقرآن الكريم وعلينا الاخذ بهذه الاحاديث الصحيحة.

كما اننا يجب ان نقول ان الايمان ليس هو الاستعجال ونفرق بينهما، وذلك سبب من الاسباب الرئيسية لتحريف اليهود والنصارى لكتب الله السماوية لحدوث ما يريدون تحققه.

واستعجال الامور يجعل العبد يظن بالله ظن السوء بالقول ان الله تعالى لا يحسن وضع المواقيت الزمانية للامور كي تحدث فيها، وان حدوثها بوقته الذي اقته هذا العبد هو بمثابة افضل من الميقات الذي اقته الله وحدده، وهذا بحد ذاته تجرأ على الله ولا يجوز اصلا.

والله جل جلاله يقول في كتابه الكريم:

[أَتَى? أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ? سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)]النحل1

فقوله سبحانه ((أتى)) ولم يقل ((سيأتي)) تعني ان في ايمانك الغيبي ان هذه الاشارة جاءت في كلام الله انها متحققة سواء رأيناها ام لم نراها متى كان موعد تحققها وتوقيته.

لذلك وضع الله تعالى اول صفة للمؤمنين المهتدين المتقين هو الايمان بالغيب، وبالتالي فان الايمان يقدم على العمل، والمرائات لا تحل محل الايمان،

كما ان العمل يجب ان يصدق الايمان.

ثم يقوم بناءا على هذا الايمان يجب ان يقوم بالاعمال الصالحة وعلى رأسها الصلاة

[الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)]البقرة3

الصلاة هي صلة العبد بربه ولا يحسن القيام بها في وجود خلل في الايمان وكذلك يذهب الامر على طلب الرزق، وكلما ظهر خلل في العمل الا وكان اصله خلل في الايمان.

ففي حديث عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

فالله تعالى جعل هذا الرزق هدية للمتقين وهدى لهم

يقول تعالى:

[وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ? وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ? إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ? قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)]الطلاق2-3

يعني ان الله يرزقك من المكان الذي لا تعرفه لكي تعلم ربوبيته لك سبحانه انطلاقا من ايمانك به ولو لم تعرف تلك الابواب التي يرزقك منها.

فلما يصح ايمانك تأتي الارزاق من حيث الاحتساب من عدمه.

ولكن يبقى الاختبار الاساسي بين الله وعبده في باب الرزق يكون انطلاقا من باب الايمان.

اما فعل المحرمات لنيل الرزق فهذا لا يتم ابدا ولو وقع في ضيق من أمره

ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم

لذلك ففعل المحرمات للحصول على الرزق يظهر ايمانك على قدرتك على الاتيان بالرزق دون الله تعالى بفعل الخبرة والذكاء والقدرة ونسي العبد ساعتها ان الرزق من الله وحده، ساعتها يترك الله العبد لنفسه ولا يجبر عبده على الايمان سبحانه، لانه عندما خلق خلقه تكرم عليهم بعد خلقهم له بتركهم لاعتقادهم ولم يجبرهم على الايمان، فللعبد ان يؤمن ان الله هو الرازق او يؤمن ان العبد يرزق نفسه بنفسه، ولكنه يغلق عليه الابواب التي لم يحتسبها، ولكن عندما يرجع العبد لله ويحسن ايمانه فانه سيجد الله يرزقه من حيث لا يحتسب.

فالاية الكريمة انما تقدم الايمان في كل الامور وبالاخص الغيبية لان الايمان بها تحصيل حاصل بالايمان بالامور الحسية، فالايمان بالامور الغيبية يتضمن داخله الايمان بالامور الحسية وهي تحصيل حاصل، المؤمن الذي يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والجنة والنار فهو يعلم ان كل شيء من الله.

يقول تعالى

[أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ? وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَ?ذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ? وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَ?ذِهِ مِنْ عِندِكَ ? قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ? فَمَالِ هَ?ؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)]النساء78

وتأتي الصلاة بعد الامور الغيبية لتدل على الاعمال، والانسان بحاجة الى اظهار ايمانه لاخوانه المسلمين ليس من باب المراءات بل من باب الشهادة لقوله سبحانه:

[وَكَذَ?لِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى? عَقِبَيْهِ ? وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143)]البقرة143

ويقول جل وعلا:

[وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ? وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)]التوبة105

يعني ان العمل نحن نحتاج العمل لشهادة اخواني المسلمين لي بالايمان يوم القيامة، لذلك فالاية الكريمة تضمنت الامرين:

-الايمان القلبي الذي يعلمه الله تعالى

-والايمان العملي الذي يشهد به اخواننا المسلمين علينا بايماننا يوم القيامة.

وتأتي الصفة الثالثة هنا وهي صفة الانفاق:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ:  مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادَّخَرْتُهُ لَكَ وَلِضِيفَانِكَ. فَقَالَ:  أَمَا تَخْشَى أَنْ يَفُورَ لَهُ بُخَارٌ فِي جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا.  والحديث صححه الألباني وأورده في الصحيحة برقم 2661

وهي صفة لمحاربة النفس فالنفس من الداخل ذكرها الله في قوله:

[وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)]الفجر20

وعن ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب).

وحب المال شيء طبيعي عند الانسان وان الرزق لمقدر من الله شاء العبد او كره

وعن جابر رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ المَوْتِ، لأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ المَوْتُ)).

فيجب مجاهدة هذه النفس بالانفاق سواء بالتقليل او الإكثار حسب درجة التوكل.

عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلتُ: اليوم أسبقُ أبا بكر إن سبقتُه يومًا، قال: فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: ((يا أبا بكر، ما أبقيتَ لأهلِكَ؟))، قال: أبقيتُ لهم الله ورسوله، قلتُ: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا! حديث حسن صحيح سنن الترمذي 3675.

والحمد لله رب العالمين.