هل للإنسان قرين خير وقرين شر؟
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
29104 |
||
|
|
|
29000 |
|
|
|
|
8 |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤال رقم 29104: يقول صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ, وَقَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ", قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ , قَالَ: " وَإِيَّايَ , وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ" وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِيَدِهِ رَايَتَان ، رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ , وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ، اللَّهَ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ" - وما نعرفه أن من وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالصَّلَاة، فالقرين كما تعلم شيخي هو ما يقترن بالانسان ويلازمه.. ممكن حتى الصديق والاخ الملازم لنا يسمى قرين لغةً وكما قيل.. عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ * * فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي.
السؤال: هل هذا يعني أن للإنسان قرينين، قرين خير وقرين شر؟
الجواب:
أخي الكريم - هناك فرق بين المعنى في اللغة وفي الإصطلاح، فلغة (القرين هو الملازم) مثل الزوجين يتلازمان فرتبطان بعقد (قران)، ولكن ما يعنينا هنا هو المعنى الشرعي الإصطلاحي.
الآيات القرآن التي جاءت على ذكر القرين
1. يقول عز وجل (وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الأَخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَنُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً). (النساء 4: 38)
2. يقول عز وجل (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُم إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَل أَنتُم مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ). (الصافات 37: 51-57).
3. يقول عز وجل (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم وَمَا خَلْفَهُم وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبْلِهِم مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُم كَانُوا خَسِرِينَ). (فصلت 41: 25)
4. يقول عز وجل (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّض لَهُ شَيْطَناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُم لَيَصُدُّونَهُم عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُهْتَدُونَ). (الزخرف 43: 36-37)
5. يقول عز وجل (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَلَمْتُم أَنَّكُم فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ). (الزخرف 43: 38-39)
6. يقول عز وجل (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَلٍ بَعِيدٍ * َالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَد قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَل مِن مَزِيدٍ). (ق 50: 23-30)
فعندما نقول قرين يكون المقصد هو قرين الجان وهو شيطان، وعندما تكلم صلى الله عليه وسلم لنا عن الملك على أنه قرين، فلتقريب الفهم، فالملائكة تأمر دائماً بالخير وتنهى عن الشر ولا مجال لها أن تخطأ أو تكذب في هذا الباب، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخصوصاً عن قرين الجان، وهذا كان فهم الصحابة أيضا، فهم سألوه،وإياك يا رسول الله، قال وإياي إلا أن الله قد أعانني عليه فأسلم (فأسلم تحتمل فأسلم أنه من شره، القرين دخل الإسلام فلا يوسوس إلا بخير)، فلا يمكن أن يكون الحديث هنا عند الملك، بل هو عن قرين الشر وهو شيطان كما خبرنا صلى الله عليه وسلم.
وقد يصل الحال بقرين الجان أن يتكلم مع الإنسان بصوت يسمعه، أما قرين الملائكة فلا، لذلك فإن المشاكل التي قد تحدث مع الإنسان من القرين هي فقط عبر قرين الجان الذي هو شيطان. والشيطان يحاول أحياناً أن يَظهر للإنسان على أنه ملك ليلبس عليه، ويبدأ يستدرجه ويمد له الحبائل التي تبدأ بالخير ثم تتحول في مرحلة ما لشر، وهذا أمر خطير.
وها أنا أنصح وأنبه، لا يجوز التعامل والتعاطي مع القرين ولا بأي حال من الأحوال حتى لو إدعى أنه الملك الموكل بالخير
ودائما نقول هذا والله تعالى أعلى وأعلم - بارك فيكم فيكم وجزاكم كل خير
أخوك: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك |