وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤال رقم 300101 - بنو إسرائيل سكنوا في الأرض المقدسة ثم طردهم منها نبوخذنصر وكذلك فعلت دولة بيزنطة فهل الأرض لليهود؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأرض لله - هكذا مكتوب في القرآن الكريم: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعقبة للمتقين) (الأعراف7: 128).

وقرار الميراث يكون عبر الأنبياء، لاحظ (قال موسى لقومه) فقد بين موسى لبني إسرائيل أن الله يورثهم الأرض بشرط التقوى (والعاقبة للمتقين)، وكذلك فعل داود عليه الصلاة والسلام، حيث جاء التوضيح في كتابه الزابور، يقول عز وجل: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصلحون) (الأنبياء21: 105).

وكذلك فعل سليمان عليهم الصلاة والسلام - فهم في ضيافة الرحمن في الأرض المقدسة طالما أن الله يقبلهم فيها وطالما هم على شرطه، فإن خرجوا عن شرط الله طرهم الله منها.

وهذا ما حدث فعلا، فقد طرهم عز وجل عندما سلط عليهم نبوخذ نصر وكذلك طردهم عندما سلط عليهم دولة بيزنطة (تيتوس وهارديان)، وحرم عليهم العودة لها بعد هذا الطرد، يقول عز وجل: (وحرام على قرية أهلكنها أنهم لا يرجعون) (الأنبياء21: 95).

وأورث الأرض لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم، يقول عز وجل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو ءامن أهل الكتب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) (آل عمران3: 110).

وكان قرار ميراث الأرض لأمة محمد عبر قوله عز وجل: (سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من ءايتنا إنه هو السميع البصير) (الإسراء17: 1).

فالأرض من لحظة نزول هذه الأية وحتى آخر الزمان هي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. فالموضوع عقدي وليس تاريخي، ولا علاقة لما يحدث في التاريخ بما قد نرضاه أو نرفضه على أرض الواقع، العلاقة المباشرة هي إلتزام تعاليم الدين.

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

أخوكم: الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك