قاسم سليماني - العراق - إيران
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
|
300273 |
|
|
|
|
300001 |
|
|
|
|
8 |
السبت 04 يناير 2020 02:40 م بتوقيت القدس المحتلة
كيف خطط قاسم سليماني لمهاجمة القوات الأمريكية في العراق؟
صورة الميجر جنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني
وكالة قدس نت للأنباء - رويترز
في منتصف أكتوبر تشرين الأول، اجتمع قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني مع حلفائه من الفصائل الشيعية المسلحة بالعراق في فيلا على نهر دجلة، على الجانب الآخر من مجمع السفارة الأمريكية في بغداد. حسب رويترز
قال قائدان في الفصائل ومصدران أمنيان مطلعان على الاجتماع لرويترز إن سليماني أصدر تعليمات إلى أكبر حلفائه في العراق، أبو مهدي المهندس، وزعماء فصائل قوية أخرى بتكثيف الهجمات على أهداف أمريكية في البلاد باستخدام أسلحة متطورة جديدة قدمتها لهم إيران.
جاء الاجتماع الاستراتيجي، الذي لم تتحدث عنه تقارير إعلامية من قبل، بينما كانت الاحتجاجات الحاشدة ضد النفوذ الإيراني المتنامي في العراق تكتسب زخما، مما وضع الجمهورية الإسلامية في صورة بغيضة.
وذكرت المصادر المطلعة على الاجتماع وسياسيون شيعة عراقيون ومسؤولون مقربون من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن خطط سليماني لمهاجمة القوات الأمريكية كانت تهدف إلى إثارة رد عسكري من شأنه أن يحول ذلك الغضب المتصاعد صوب الولايات المتحدة.
ودفعت مساعي سليماني الولايات المتحدة إلى شن هجوم يوم الجمعة الذي أودى بحياته وحياة المهندس، مما شكل تصعيدا كبيرا للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وقُتل الاثنان في ضربات جوية استهدفت موكبهما في مطار بغداد لدى توجههما إلى العاصمة، مما يمثل ضربة قوية للجمهورية الإسلامية والجماعات العراقية المسلحة التي تدعمها طهران.
وتسلط مقابلات مع مصادر أمنية عراقية وقادة فصائل مسلحة شيعية بعض الضوء على كيفية عمل سليماني في العراق، البلد الذي وصفه القائد العسكري الإيراني ذات يوم لمراسل لرويترز بأنه يعرفه عن ظهر قلب.
وقال قادة الفصائل المسلحة والمصادر الأمنية العراقية لرويترز إن سليماني أمر الحرس الثوري الإيراني، قبل أسبوعين من اجتماع أكتوبر تشرين الأول، بنقل أسلحة أكثر تطورا إلى العراق منها صواريخ كاتيوشا وصواريخ تُطلق من على الكتف يمكن أن تسقط طائرات هليكوبتر وذلك من خلال معبرين حدوديين.
وفي فيلا بغداد، طلب سليماني من القادة العسكريين المجتمعين تشكيل فصيل مسلح جديد -غير معروف للولايات المتحدة- يمكن أن ينفذ هجمات صاروخية على الأمريكيين الموجودين في قواعد عسكرية عراقية. وذكرت المصادر بالفصائل المسلحة التي اطلعت على ما دار في الاجتماعات أنه أمر كتائب حزب الله -وهي قوة أسسها المهندس وتدربت في إيران- بتولي تنفيذ الخطة الجديدة.
وقال مصدر بالفصائل المسلحة لرويترز إن سليماني أبلغهم بأن مثل هذه الجماعة ”سيصعب على الأمريكيين رصدها“.
وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم يوم الجمعة إن أجهزة المخابرات الأمريكية كان لديها قبل الهجمات ما يجعلها تعتقد بأن سليماني مشارك في ”مرحلة متقدمة“ من التخطيط لمهاجمة أمريكيين في عدة دول، منها العراق وسوريا ولبنان. وقال مسؤول أمريكي كبير إن سليماني زود كتائب حزب الله بأسلحة متطورة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين يوم الجمعة للصحفيين إن سليماني عاد للتو من دمشق ”حيث كان يخطط لهجمات على جنود وطيارين ومشاة بالبحرية وبحارة ودبلوماسيين أمريكيين“.
ورفض مسؤول في مقر الحرس الثوري الإيراني التعليق. ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الخارجية الإيرانية.
* اختيار أهداف أمريكية بالطائرات المسيرة
زاد قلق الولايات المتحدة من النفوذ الإيراني على النخبة الحاكمة في العراق، التي تواجه احتجاجات منذ شهور تتهم الحكومة بإثراء نفسها وخدمة مصالح قوى أجنبية، لا سيما إيران، في الوقت الذي يقبع فيه العراقيون في الفقر دون وظائف أو خدمات أساسية.
ولعب سليماني دورا أساسيا في توسيع نفوذ إيران العسكري في الشرق الأوسط باعتباره مدير العمليات السرية خارج إيران. ??????وكان سليماني (62 عاما) يعتبر ثاني أقوى شخصية في الجمهورية الإسلامية بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأشرف المهندس، العضو السابق في مجلس النواب العراقي، على قوات الحشد الشعبي العراقي التي تمثل مظلة لفصائل مسلحة شيعية في أغلبها ومدعومة من إيران، وتم دمجها رسميا في القوات المسلحة العراقية.
ومثل سليماني، كان المهندس منذ فترة طويلة على رادار الولايات المتحدة التي صنفته باعتباره إرهابيا. وفي عام 2007 أصدرت محكمة كويتية عليه حكما غيابيا بالإعدام لضلوعه في تفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت في عام 1983.
وقال قائد بالفصائل المسلحة لرويترز إن سليماني اختار كتائب حزب الله لقيادة الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة نظرا لامتلاكها القدرة على استخدام الطائرات المسيرة لاستطلاع الأهداف لمهاجمتها بصواريخ الكاتيوشا. وذكر القادة بالفصائل أن من بين الأسلحة التي أمد بها سليماني حلفاءه من الجماعات العراقية المسلحة في الخريف الماضي طائرة مسيرة طورتها إيران وقادرة على التخفي عن أعين أنظمة الرادار.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان يراقبان تحركات الفصائل المسلحة إن كتائب حزب الله استخدمت الطائرات المسيرة لالتقاط صور جوية لمواقع تنتشر بها قوات أمريكية.
كان مسؤول عسكري أمريكي قد قال في 11 من ديسمبر كانون الأول إن هجمات الفصائل المدعومة من إيران على القواعد التي تستضيف قوات أمريكية في العراق تزداد وتصبح أكثر تطورا، مما يدفع جميع الأطراف صوب تصعيد خارج عن السيطرة.
جاء تحذيره بعد يومين من سقوط أربعة صواريخ كاتيوشا على قاعدة قرب مطار بغداد الدولي مما تسبب في إصابة خمسة من قوات جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم لكن مسؤولا عسكريا أمريكيا قال إن معلومات المخابرات وفحص الصواريخ والبطاريات التي استخدمت في إطلاقها يشير بإصبع الاتهام إلى فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران، خاصة كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
وفي 27 من ديسمبر كانون الأول، تم إطلاق أكثر من 30 صاروخا على قاعدة عسكرية عراقية قرب مدينة كركوك في شمال البلاد في هجوم أودى بحياة متعاقد مدني أمريكي وإصابة أربعة أمريكيين واثنين من العسكريين العراقيين.
واتهمت واشنطن كتائب حزب الله بتنفيذ الهجوم. ونفت الجماعة ذلك. وشنت الولايات المتحدة بعد ذلك بيومين ضربات جوية استهدفت الجماعة مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 مقاتلا وإصابة 55.
وأشعلت الضربات شرارة احتجاجات عنيفة على مدى يومين من جانب أنصار فصائل مسلحة مدعومة من إيران والذين اقتحموا نقطة أمنية في محيط السفارة الأمريكية ورشقوا قوات الأمن بالحجارة. ودفع ذلك واشنطن إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة والتهديد بالانتقام من طهران.
وفي يوم الخميس، قبل يوم من الهجوم الذي قتل سليماني، حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر من أن الولايات المتحدة قد تضطر لاتخاذ إجراء استباقي لحماية أرواح الأمريكيين من هجمات متوقعة من جانب فصائل مدعومة من إيران.
-------
اغتيال سليماني وسيناريوهات الرد الإيراني
السبت 04 يناير 2020 م 09:38 بتوقيت القدس
د.حسام الدجنيد.حسام الدجني
الولايات المتحدة الأمريكية تغتال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس أحد قيادات الحشد الشعبي وهو تشكيل عسكري يتبع للقوات المسلحة العراقية، وذلك بالقرب من مطار بغداد، وهو ما يعتبر انتهاك واضح ومباشر لسيادة دولة عربية هي العراق، وتجاوز للخطوط الحمر في استهداف سليماني وهو شخصية وازنة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وهو ما يعني أن الأمور ذاهبة باتجاه سيناريوهات في معظمها تأخذ الطابع التصعيدي ما يؤثر على منطقة الشرق الأوسط ككل.
قبل الخوض في للسيناريوهات ينبغي الدخول في حالة الجدل التي رافقت اغتيال سليماني ورفاقه، حيث انقسمت المنطقة العربية بين مؤيد وداعم وفرح لاغتيال سليماني، وبين غاضب ورافض وطالب للثأر والانتقام له، وهو انقسام يعبر عن حال الأمة العربية والإسلامية ويعكس تعقيدات المشهد، وواضح أن مبدأ تدوير الزوايا هو السائد في عملية إصدار المواقف، فمن صدر موقفاً ضد سليماني هو ينطلق من زاوية رؤيته لما قام به سليماني في العراق وسوريا، ومن قام بنعي الحاج قاسم هو ينطلق من زاوية رؤية متعلقة بدعم سليماني ووقوفه بجانب مصالحه، ولم تكن فلسطين بعيدة عن حالة الجدل، فقد أثار بيان إدانة حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية لجريمة اغتيال سليماني حالة جدل وانتقاد من أطراف عربية وحتى أطراف تعتبر صديقة لحركة حماس، وهنا زاوية رؤية حركة حماس تنطلق من أنها حركة تحرر وطني كل همها أن تحرر فلسطين من دنس الاحتلال، وأولى متطلبات التحرير حشد الدول والشعوب خلفها، وجلب السلاح والمال والتدريب والتصنيع إليها لمقارعة الاحتلال، من وجهة نظري وفق ما سبق يطبخ القرار السياسي لحماس، فعلى صعيد الدول العربية هناك تقصير في دعم المقاومة وبعض الدول العربية ذهب لأرهبتها، وكافة الدول العربية تقريباً لم تدعم حماس بالسلاح والمال والتدريب والتصنيع كما وفرته إيران، وهذا لا يعني أن هناك فريقاً داخل حماس يرفض البيان ولكنه لا يجد مبررات تقوي وجهة نظره نتيجة السياسات العربية الخاطئة في التعاطي مع الملف الفلسطيني.
نعود لسيناريوهات الرد الإيراني على جريمة اغتيال سليماني، والتي أعتقد أن مجلس الأمن القومي الإيراني لن يكون مقيداً بسيناريو واحد، ولا بسقف زمني أو مكاني للرد، بل سيعمل على الدمج بين السيناريوهات لتحقيق هدف استراتيجي يكون بوزن جريمة الاغتيال ذات الوزن الاستراتيجي، وعليه فإن أهم هذه السيناريوهات وفق الترتيب ما يلي:
1. سيناريو الضربة الدبلوماسية:
يندرج ضمن هذا السيناريو اتجاهين هما: جلاء القوات الأمريكية من العراق. والصفقة السياسية.
الأول: الصفقة السياسية.
ضمن هذا السيناريو يتم الذهاب للأمم المتحدة لإدانة العدوان والاستفادة من هذا المناخ ضمن صفقة سياسية ترفع بموجبها العقوبات الأمريكية والغربية على إيران، وربما العودة للاتفاق النووي الذي وقعته مجموعة 5+1، وتلعب الصين وروسيا وأوروبا دوراً بارزاً في تعزيز هذا السيناريو.
الثاني: جلاء القوات الأمريكية من العراق.
وذلك بالضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ قرار بجلاء التواجد الأمريكي من العراق وهذا يتطلب تصويت البرلمان العراقي على إلغاء اتفاقية تواجد قوات التحالف في العراق، وتواجدها مرتبط بالقضاء على داعش، وهذا ما يفسر ظهور داعش بين وقت وآخر بالعراق لتبرير التواجد الأمريكي فيها، إلا أن تصويت البرلمان على ذلك يصطدم بقوى لا تقبل بإنهاء التواجد ما يصعب اتخاذ قرار بهذا الشأن، وفي حال تم التوافق على ذلك فإن الانسحاب يحتاج بعض الوقت، ولكنه يعتبر مكسب استراتيجي لإيران، كونه سيمنح الجمهورية الإسلامية مساحة للتحرك في العراق، والربط الجغرافي مع سوريا وبذلك تكثيف التواجد العسكري في شرق المتوسط.
وما يدعم هذا السيناريو ثلاثة مؤشرات:
• تغريدة ترامب أن إيران لم تنتصر في حرب ولكنها لم تخسر عملية تفاوض، وهو ما يعزز عملية التفاوض على العمل العسكري لما له من تداعيات وخيمة على المنطقة.
• الأقل تكلفة والأكثر فائدة.
• الخشية من تداعيات عمل عسكري يؤدي لاندلاع حرب لا تقوى إيران وحلفائها على استيعاب نتائجها.
2. سيناريو الفوضى الخلاقة عبر دعم وتعزيز جهات معادية للولايات المتحدة لا سيما في أفغانستان أو اليمن وغيرها.
يقوم هذا السيناريو على أن الرد الإيراني غير المباشر أي الحرب بالوكالة من خلال حلفاء إيران في المنطقة لإرهاق التواجد الأمريكي وحلفائها في الشرق الأوسط.
3. سيناريو الخيار العسكري:
ويتم ذلك عبر اتجاهين:
الأول: اشعال جبهة الشمال مع إسرائيل وذلك عبر ردود عسكرية من لبنان أو سوريا أو فلسطين تأخذ طابع الاستنزاف العسكري والامني لدولة الاحتلال.
الثاني: الرد الإيراني المباشر ويأخذ عدة أشكال، أهمها: اغلاق مضيق هرمز والتأثير على أسعار الطاقة وسوقها، أو استهداف مباشر للتواجد الأمريكي في الشرق الأوسط، أو المصالح الأمريكية في المنطقة.
4. سيناريو امتصاص الضربة دون رد:
وهذا السيناريو محتمل ويتم امتصاص الضربة والاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، والتفرغ لبناء البرنامج النووي، وتحسين الواقع المعاش بالجمهورية الاسلامية.
المصدر: صحيفة فلسطين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر
-------
الكشف عن الاسم الحقيقي للقيادي"أبو مهدي المهندس" الذي استشهد مع سليماني
2020-01-04 09:29:24 PMالكشف عن الاسم الحقيقي للقياديأبو مهدي المهندس
الحدث العربي والدولي
كشفت وسائل إعلام مقربة عن اسم القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي قتل مع الجنرال قاسم سليماني من قبل سلاح الجو الأمريكي في بغداد.
وأفاد موقع "المنار" اللبناني أن: "القائد الميداني الشهيد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، هو الشيخ المجاهد جمال جعفر التميمي من مواليد البصرة القديمة عام 1954".
وذكرت أنه "دخل كلية الهندسة التكنولوجية في بغداد عام 1973 وتخرج منها عام 1977، وبعد اكمال الخدمة الالزامية نُسّب إلى المنشأة العامة للحديد والصلب في البصرة، وعمل فيها مهندساً مدنيا، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية".
وقال الموقع أنه "بعد تشكل الحشد الشعبي تم اختيار المهندس كنائب لقائد الهيئة حيث دأب على المشاركة الميدانية في المعارك على كل الجبهات، وكان له الدور البارز في التخطيط والتنفيذ لضرب تنظيم داعش ودحره عن العراق".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، صباح أمس الجمعة، أنها نفذت ضربة بالقرب من مطار بغداد في العراق، قتل فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى قيادات في الحشد الشعبي العراقي على رأسهم أبو مهدي المهندس، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال.
------
هل سيؤدي رد إيران على اغتيال قاسم سليماني إلى حرب؟
2020-01-04 08:55:14 PMهل سيؤدي رد إيران على اغتيال قاسم سليماني إلى حرب؟قاسم سليماني
الحدث -جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مقالاً للخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد مركز الأمن الأمريكي الجديد إيلان غولدنبرغ وتساءل فيه عن ماذا ستفعل إيران بعد عملية اغتيال قاسم سليماني التي نفذتها طائرات بدون طيار أمريكية في بغداد.
ويضف الخبير غولدنبرغ بأن قاسم سليماني قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان أحد أكثر الشخصيات نفوذاً وشعبية في الجمهورية الإسلامية وأحد أعداء الولايات المتحدة. مؤكداً أن الرجل قاد الحملة الإيرانية لتسليح وتدريب الجماعات المسلحة في العراق، المسؤولة عن مقتل حوالي 600 جندي أمريكي خلال الفترة 2003-2011، وأصبح بعد ذلك المروج الرئيس للنفوذ السياسي الإيراني في العراق، ولا سيما خلال جهوده في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشار غولدنبرغ إلى أن سليماني قاد أيضاً الحملة الإيرانية لتسليح ودعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك بنشر أكثر من 50000 مقاتل من الجماعات المسلحة الشيعية في سوريا. وكان أيضا حلقة الوصل بين إيران وحزب الله اللبناني، وساعد بتزويد الحزب بصواريخ ومعدات من شأنها أن تهدد "إسرائيل".
ويؤكد الخبير الأمريكي بأن سليماني هو من قاد أيضاً استراتيجية إيران بتسليح جماعة الحوثي في اليمن، ولكل هذه الأسباب وأكثر من ذلك، كان سليماني بطلاً في عيون الإيرانيين والمنطقة برمتها.
وباختصار، قامت الولايات المتحدة باتخاذ خطوة تصعيدية كبيرة في اغتيال أحد أهم وأقوى الرجال في الشرق الأوسط.
يوضح الخبير بأن إدارة الرئيس ترامب أعلنت بأن كان ارهابياً وان اغتياله كان عملاً دفاعياً أوقف هجمات وشيكة. مؤكداً أن هذه التصريحات سواء كانت صحيحة أو غير ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تكن لتشعر بأنها مضطرة للتصرف ضد الجنرال الإيراني إن لم يكن بسبب السياسة الطائشة التي اتبعها ترامب منذ توليه الحكم. ففي مايو 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني واعتمد سياسة "أقصى ضغط" التي تتمثل بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
ولمدة عام، ردت إيران بضبط النفس في محاولة لعزل الولايات المتحدة دبلوماسياًوكسب تنازلات اقتصادية من أطراف أخرى وقعت على الاتفاق النووي.
يضيف الكاتب بأن النهج المقيد لم يسفر عن فوائد مادية. وبحلول أيار/مايو 2019، اختارت طهران بدلاً من ذلك خرق الاتفاق وتصعيد التوترات في جميع انحاء المنطقة. أولاً جاءت هجمات الألغام الإيرانية ضد سفن الشحن الدولي في مايو ويونيو. ثم أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار، كادت أن تفتح صراعاً واسعاً مع الولايات المتحدة. في سبتمبر/أيلول، ضربت الصواريخ الايرانية منشأة ابقيق النفطية في المملكة العربية السعودية، ويمكن القول انها أهم منشأة من البنية التحتية النفطية في العالم. وبدأت جماعات مسلحة شيعية في إطلاق صواريخ على القواعد الامريكية في العراق، مما أدى في النهاية إلى مقتل مقاول أمريكي الأسبوع الماضي. وقد أوصلتنا الضربات الانتقامية الامريكية في نهاية المطاف إلى اغتيال سليماني.
يرى الكاتب بأن السؤال الأكثر أهمية الآن هو كيف سترد إيران، إن سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدى الأشهر القليلة الماضية وعلى مدى تاريخها الطويل يوحي بأنها قد لا تسارع في الانتقام. وبدلاً من ذلك، فإنها ستختار بعناية وصبر النهج الذي تراه فعالاً، وستحاول على الأرجح تجنب نشوب حرب مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية تبرهن على أن خطر سوء التقدير مرتفع بشكل لا يصدق.
ويوضح الخبير أن سليماني لم يكن يعتقد أن الولايات المتحدة ستصعد بشكل كبير حتى يكون بموقف ضعيف على مرمى حجر من القوات الأمريكية المتمركزة بالعراق. من جانبه، كان ترامب مصمماً على عدم البدء بحرب جديدة في الشرق الأوسط - ومع ذلك، نحن هنا على حافة الهاوية.
يضيف الخبير بأنه يجب على الولايات المتحدة على الأقل أن تتوقع أن تجد نفسها في صراع مع الجماعات المسلحة الشيعية في العراق، التي استهدفت القوات الأمريكية والدبلوماسيين والمدنيين الأمريكيين. والعراق هو المسرح الذي وقعت فيه الضربة الامريكية والتالي هو المكان الأكثر عقلانية لإيران للرد فورًا. وعلاوة على ذلك، قامت الجماعات المسلحة بتصعيد أنشطتها بالفعل خلال الأشهر الستة الماضية، وهم حسب وصف الخبير أكثر الوكلاء تجاوباً مع إيران، وبذلك سيكونوا متحفزين للغاية خاصة أن أبو مهدي المهندس أحد كبار قادتهم قد قتل في الغارة الأمريكية إلى جانب سليماني.
يتساءل الخبير إذا ما كان الوجود الأمريكي في العراق لا يزال قابلاً للاستمرار والحياة، فإن هذا السؤال سيقى مفتوحاً، كما أن الوضع الأمني الذي زاد تعقيداً بالتأكيد، ليست هي المشكلة الوحيدة، مؤكداً أن عملية الاغتيال تعتبر انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، والتي تمت من جانب واحد ودون موافقة الحكومة العراقية، بحيث يتعرض المسؤولون العراقيون لضغوط سياسية هائلة لإخراج القوات الأمريكية.
ينوه الخبير بأن كثير من العراقيين لا يحبون الولايات المتحدة أو إيران، ويريدون استعادة وطنعهم، ويخشون أن يوضعوا في خضم المواجهة بين واشنطن وطهران، ويمكن أن تتحول الوضع الراهن إلى أسوأ سيناريو لهؤلاء المواطنين.
أعرب الخبير عن اعتقاده بأن انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي "تحت النار" يمكن أن يشكل مخاطر حقيقية. ولا تزال مهمة التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" أمراً مستمراً، وإذا اضطرت الولايات المتحدة إلى مغادرة العراق، فإن هذا الجهد قد يتعرض لضربة خطيرة. مشيراً إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ما زال يحتفظ بوجود تحت الأرض ويمكنه الاستفادة من فوضى الانسحاب الأمريكي أو الصراع الأمريكي الإيراني لتحسين موقعه في العراق.
يتضف تداعيات الاغتيال لن تقتصر بالضرورة على العراق. حزب الله اللبناني، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع إيران ومن المرجح أن يستجيب للطلبات الإيرانية، ويمكنه مهاجمة أهداف أمريكية في لبنان.
يذكر الخبير غولدنبرغ حتى إذا قررت إيران تجنب تصعيد كبير في لبنان، فإن نشطاء حزب الله موزعون في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكنهم مهاجمة الولايات المتحدة في أماكن أخرى من المنطقة. وبدلاً من ذلك، قد يختار حزب الله شن هجمات صاروخية على الأراضي "الإسرائيلية"، على الرغم من أن هذا الرد قد يكون أقل احتمالاً. فحزب الله نفسه يريد تجنب حرب شاملة مع إسرائيل من شأنها أن تدمر لبنان، وقد أعلنت إدارة ترامب اغتيال سليماني، مما يزيد من احتمال توجيه ضربة انتقامية إلى الولايات المتحدة مباشرة.
يرى الخبير الأمريكي أنه بإمكان إيران شن هجمات صاروخية ضد القواعد الامريكية في السعودية والامارات أو ضد المنشآت النفطية في الخليج. وقد فاجأت دقه الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على منشأة ابقيق النفطية في أيلول/سبتمبر الولايات المتحدة وبقية العالم، على الرغم من أن إيران حاولت إبقاء الهجوم محدوداً ورمزياً.
وفي ظل المناخ الحالي، يمكن لإيران أن تختار أن تصبح أكثر عدوانية، معتبرة أنها حققت نجاحاً كبيراً في توجيه ضربات صاروخية مع تجنب الانتقام خلال الأشهر الستة الماضية.
يضف الخبير بأنه يجب علينا أن نتوقع من إيران تسريع برنامجها النووي بشكل كبير. فمنذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، كانت إيران مقيدة تماماً في ردها النووي. وبعد عام من البقاء في الصفقة، في مايو 2019، بدأت إيران في انتهاك تدريجي للاتفاق من خلال اتخاذ خطوات صغيرة كل 60 يوماً. حيث تنتهي المدة الزمنية المقدرة بـ 60 يوماً الأسبوع المقبل، ومن الصعب تخيل ضبط النفس في أعقاب اغتيال سليماني. على الأقل ستستأنف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 19.75%، وهي خطوة مهمة نحو اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وقد هددت إيران مؤخراً بالذهاب أبعد من ذلك بالتخلي عن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أو طرد المفتشين. ستكون هذه خطوات خطيرة للغاية، وحتى هذا الأسبوع معظم المحللين اعتقدوا أن طهران لن تقوم بذلك فعلاً. الآن قد يكون هذا الخيار على الطاولة.
يعتقد الخبير الأمريكي: ولعل الشيء الأكثر استفزازا الذي يمكن أن تقوم به إيران هو القيام بهجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية، أو محاولة قتل مسؤول أمريكي رفيع المستوي بمكانة سليماني. سيكون هذا الخيار بالنسبة لإيران أكثر صعوبة من الانسحاب، وقد تعتبره إيران اجراء متناسب.
يشير الخبير إلى أن آخر محاولة إيرانية لشن همات على الولايات المتحدة كانت عام 2011، عندما أحبطت المخابرات الأمريكية عملية اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وفي هذه الحالة، اكتشفت "المؤامرة" في وقت مبكر وأحبطت بسهوله بسبب ضعف الأداء الإيراني.
ينوه الخبير بأن إيران أقل قدرة خارج منطقة الشرق الأوسط من داخلها، وهو تقييم تدعمه محاولات التفجير الايرانية الفاشلة في الدنمارك وفرنسا هذا العام. لذلك، في حين قد تحاول إيران شن هجوم داخل الولايات المتحدة، فانها ستحتاج إلى أن يحالفها الحظ حتى تنجح.
إذا كانت أداره ترامب ذكية، فإنها ستفعل كل ما في وسعها لتشديد الإجراءات الأمنية على المنشآت الأمريكية وحماية الأميركيين، واستيعاب بعض الضربات الحتمية القادمة. كما ينبغي عليها التواصل مع إيران من خلال شركاء الولايات المتحدة الذين تربطهم علاقات جيدة مع النظام الإيراني، مثل عُمان، لمحاولة التهدئة، مع تحديد خطوط حمراء واضحة لتجنب سوء التقدير الإيراني.
وأخيراً، ينبغي أن يكون ترامب راضٍ عن إعلان النصر والتباهي بأنه حصل على اليد العليا على إيران من خلال قتل سليماني؛ وليس القيام بمزيد من الأعمال العسكرية. ولكن يبدو أن هذا النوع من ضبط النفس يتعارض مع طبيعة ترامب. وحتى لو أظهر ضبط النفس غير المعهودة في الأسابيع القادمة، فإن رغبة إيران في الانتقام، والزخم السياسي الذي بدأت الرغبة في توليده بالفعل، قد يسحب حتماً الولايات المتحدة وإيران إلى صراع كبير
------
الخطاب السياسي الإسرائيلي إثر اغتيال سليماني
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
جمدت الملفات الإسرائيلية الانتخابية، وتوقفت عجلة الصدامات الداخلية عن التدحرج، ووضعت الحرب الحزبية أوزارها وألقت بسلاحها، وسحبت فتائل التفجير العديدة التي بينها، وسكت المتنافسون وصمت المستوطنون، وتوارى عن الأنظار كثيرون، وغاب عن السمع ثرثارون، فلا دعاية انتخابية ولا فضائح أخلاقية، إذ حبس الإسرائيليون جميعاً أنفاسهم خوفاً وحذراً، وترقباً وانتظاراً، فالخطر يدهمهم والحدث أكبر منهم، والتهديد بالانتقام يشملهم، وما زالت الجبهة الداخلية على حالها هادئة تترقب، صامتةً تتحسب، وبدا الإسرائيليون على اختلافهم متفقين وموحدين، يتابعون تفاصيل ما يجري في العراق وطهران، ويراقبون التطورات وردود الفعل والتوقعات، واستراح نتنياهو من كوابيس القضاء وشبح المحاكم، وأزاح عن كاهله الملفات الداخلية اليومية، وتفرغ للقضايا الأمنية والملفات السياسية، التي يظن أنه بها يربح وعلى ظهرها يكسب.
فور إعلان واشنطن مسؤوليتها عن اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبي مهدي المهندس، قطع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته إلى أثينا، وانسحب من الاجتماع الثلاثي اليوناني القبرصي الإسرائيلي لمناقشة نفط شرق البحر المتوسط، وعاد على عجلٍ خائفاً يترقب، يسابق الزمن للوصول إلى مبنى "الكرياه" ليترأس اجتماع وزارة الحرب ورئاسة الأركان، قبل أن يشتط وزير حربه الغر نفتالي بينت بالمواقف والتصريحات، ويخطئ في القراءة والتقدير، ويستغل غيابه ويتصرف من تلقاء نفسه تصرفاً أخرقاً أحمقاً غير محسوبٍ ينعكس سلباً على الكيان الصهيوني.
لم تمنع قدسية ليلة السبت ونهاره نتنياهو من دعوة مجلس وزرائه الأمني المصغر للاجتماع، لمناقشة تفاصيل عملية الاغتيال وتداعياتها، وتحديد سياساتٍ ضابطةٍ في التعامل السياسي والإعلامي معها، والاتفاق على السياسات العامة للرد والتدخل العسكري في حال قام الحرس الثوري الإيراني بتوجيه ضربة انتقامية ضدهم، خاصةً أن كل التصريحات الإيرانية كانت تشير إلى عزم الجيش والحرس الثوري توجيه ضربة عسكرية ماحقة لأهدافٍ إسرائيلية، تطال المدن الكبرى والمواقع العسكرية والاستراتيجية الهامة فيها، وقد بدا لنتنياهو منذ أشهرٍ طويلةٍ جدية التهديدات الإيرانية وخطورتها.
طلب نتنياهو من وزرائه كافةً التزام الصمت وعدم التدخل في هذه المسألة، وضبط أنفسهم ومساعديهم والامتناع عن التعقيبات والتصريحات، والاكتفاء بالمواقف الصادرة عن مكتب رئاسة الحكومة، وكان قد ادعى في أول تصريحٍ له بعد عملية الاغتيال أنه كان على علمٍ بها، وأن البيت الأبيض قد أطلعه على عزم الجيش الأمريكي تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ولكنه أسرع بالإعلان عن أن كيانه لا دخل له بهذه العملية، وأنه لم يشارك فيها تخطيطاً أو تنفيذاً، وعاد ليكرر تصريحاته نفسها في أكثر من موقعٍ ومناسبة، نافياً أي مسؤولية لكيانه عنها خوفاً من قيام إيران بالرد عليها ثأراً وانتقاماً.
لم يكن نتنياهو يتحسب الرد الإيراني المباشر فقط، بل كان يخشى من قيام القوى والأحزاب والمجموعات العسكرية الموالية لإيران بالرد الوكالة على كيانه، ولعله يعلم أنها جميعها لديها القدرة والرغبة، وعندها الجاهزية المعنوية والمادية لتلبية الطلب الإيراني، لهذا أسرع بالاتصال بمصر وقطر والمبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف وغيرهم من الوسطاء الدوليين، لحض القوى الفلسطينية ودفعها لعدم الرد، وتحذيرها من مغبة الانجرار وراء إيران، والاستجابة لها وتنفيذ أهدافها، إذ أن الرد الإسرائيلي على أي محاولة للرد سيكون قاسياً ومؤلماً.
حاول نتنياهو بكل السبل الممكنة النأي بنفسه وكيانه عن هذه الجريمة، وحرص على أن يظهر نفسه بريئاً منها وغير متورطٍ فيها، ولكن الحقيقة التي لا يقوى على إنكارها أو إخفائها، أنه كان شريكاً رئيساً فيها، بل إنه المحرض الأول عليها، فهو الذي كان يدفع مستشار الأمن القومي السابق جورج بولتون على القيام بهذه المهمة قبل أكثر من سنة، وهو الذي حرض وزير الخارجية مايك بومبيو للتعجيل بها، ذلك أنه كان يتطلع إلى أي عملٍ دراماتيكي من شأنه أن يساعده في حملته الانتخابية، وأن ينتشله من حمأته المأسوية، وينقذه من المحاكمة والسجن الذي ينتظره، ولهذا مارس المزيد من الضغوط على الإدارة الأمريكية بشخص وزير خارجيتها، واستعان بالسفير الأمريكي في تل أبيب دافيد فريدمان، وهو الجندي الصهيوني المستوطن المنحاز كلياً للكيان ليقنع رئيس دبلوماسيته بسرعة التنفيذ قبل فوات الأوان.
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية التي باركت العملية الأمريكية ورأت أن التخلص منه يخدمهم ويساهم في حفظ أمنهم، وأنهم سيكونون في السنوات القادمة في مأمنٍ من الأخطار التي كان يخطط لها، فقد اكتفت بنقل الصورة من الميدان، وتغطية التصريحات والتهديدات، وركزت على شخصية الجنرال قاسم سليماني، وسلطت الضوء على ما قام به لجهة تسليح القوى والأحزاب الفلسطينية واللبنانية المناوئة للكيان، وأظهرت أنه الرجل الذي أحاط كيانهم بطوقٍ محكمٍ من الصواريخ البالستية المتعددة المديات والمختلفة في القوة والدقة، وأنه ساهم في الإشراف على الحروب الأخيرة التي خاضتها هذه القوى ضد جيش كيانهم، ومكنتهم من الصمود أمامه، بل وإلحاق أكبر الضرر المادي والمعنوي به.
أما الجمهور الإسرائيلي فقد أبدى تخوفه مما عرف، وانتابه قلق شديدٌ مما علم، وأصابه الجزع الشديد مما رأى وشاهد، فقد أدرك أنه في خطر، وأن وهم القوة التي كانوا يعيشون فيها قد تبدد، وأسطورة النصر التي اصطنعوها قد سقطت، وأن قوى المقاومة باتت قوية وقادرة، وأنها لا تخشى كيانهم ولا تخاف من جيشهم، وأنها مستقلة القرار حرة الرأي، صادقة الوعد تنفذ وعيدها وتفي بوعدها، ولا تهاب عدوها، وأنها قادرة على كسر هيبته وتلطيخ سمعته وتمريغ أنفه في التراب.
------
|