الزواج - وصية أم لإبنتها في ليلة زفافها
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
173 |
||
|
|
97 |
||
|
|
|
4 |
وصية أمٍ لابنتها في ليلة زفافها...
-------------------
قالت أمٌ لابنتها وهي في ليلة دخلتها: (أي بنية: إنَّ الوصية لو تركت لفضل أدبٍ لتركت ذلك لك، ولكنَّها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل، ولو أنَّ امرأةً استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عنه، ولكنَّ النساء للرجال خلقن ولهنَّ خلق الرجال. أي بنية: إنَّك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه، فأصبح عليك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمةً يكن لك عبداً وشيكاً، واحفظي له خصالاً عشراً، يكن لك ذخراً... أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشمَّ منك إلاَّ أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإنَّ تواتر الجوع ملهبةً، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً ولا تفشي له سراً، فإنَّك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.. ثمَّ إيَّاك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً).
مسك الختام
-------
وفي نهاية المطاف وقبل الوداع، أقول لك إن كنت تريد الحياة الزوجية السعيدة، تريد الاستقرار وراحة البال، تريد ذريةً صالحةً تحمل بعد الممات الدعوة الصالحة. تريد أن تجمع السعادة تحت أطناب بيتك فعليك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في كل صغيرةٍ وكبيرة ومعرفة ما لك وما عليك من حقوقٍ وواجبات. فمن اتقى الله وقاه وكفاه وزاده عزاً في الدنيا والآخرة. أما إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك، وتفرخ، فاعص الله!!! أخي إنَّ المعاصي تهلك دولاً وشعوباً، وتزلزل محيطاتٍ وقارات، فلا تجعلها تدمر بيتك وتحرق سعادتك. وقد كان أحد السلف الصالح يقول: (والله إنِّي لأرى أثر المعاصي على دابتي وزوجتي). فاتق الله في أهلك وكن عونا لهم على طاعة الله وكن عند قول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). (التحريم: 6)، قال ابن كثير: أي تأمر نفسك وأهلك من زوجةٍ وولدٍ وإخوانٍ وقرابةٍ وإماءٍ وعبيد بطاعة الله. وتنهى نفسك وجميع من تعول، عن معصية الله تعالى. وتعلِّمهم وتؤدِّبهم، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به وتساعدهم عليه. فإذا رأيت لله معصيةً، قذعتهم وزجرتهم عنها. وهذا حقٌ على كلِّ مسلمٍ أن يعلِّم من هم تحت إمرته ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. فأوصيك أخي أن تتقي الله وتحافظ على أوامره وتجتنب نواهيه. وأسأل الله العلي القدير أن يجمع لك شملك ويجعل التوفيق والرشاد حليفك وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله. |