عمر أمة الإسلام
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
|
|
9138 |
||
|
|
|
12 |
عمر أمة الإسلام
حديث عمر الدنيا
" (أن عمر الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة) الراوي : - | المحدث : ملا علي قاري | المصدر : شرح مسند أبي حنيفة - الصفحة أو الرقم: 559 | خلاصة حكم المحدث : ثابت.
الحديث ليس بصحيح، ولكن حتى لو أخذنا أن هذه الحديث صحيح، عند النظر له نقول أن الغالب أنه مقسوم لقسمين (أن عمر الدينا سبعة أيام)، و (كل يوم ألف سنة)، أما تحديد أن كل يوم هو ألف سنة فيكون من شرح الراوي وليس من متن الحديث، ذلك أن المشهور في القرآن الكريم أن اليوم عند الله هو بألف سنة، (وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج22: 47)، ولكن لفظة (اليوم) في القرآن الكريم جاءت بعدة معاني منها يومنا ومنها يوم السماء ومنها يوم المعراج ومنها يوم الخلق، ولكل يوم منها قيمة تختلف عن الآخرى، لذلك يمكن القول أن (اليوم) هو وحدة زمنية تختلف قيمتها من مقام لآخر وأحيانا يتم تحديد قيمتها كما هو الحال في يوم المعراج ويوم السماء، وأحيانا تترك مجهولة كما هو الحال في يوم الخلق، وعليه فإن اليوم في حديث عمر الدنيا أيضا يؤخذ على أن اليوم وحدة زمانية، وربما أيضا يمكن أن كل يوم من هذه الآيام السبعة يشير لفترة زمانية تختلف عن الآخرى، فمثلا في الحديث (أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ كان آدمُ؟ قال: نعم. قال: كم بينَه وبينَ نوحٍ؟ قال: عشرةُ قرونٍ. قال: كم بينَ نوحٍ وإبراهيمَ؟ قال: عشرةُ قرونٍ. قال: يا رسولَ اللهِ كم كانت الرسلُ؟ قال: ثلاثُ مائةٍ وخمسةَ عشرَ) الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/201 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح، لو فهنا كلمة (قرن) تشير لفترة زمانية مختلفة ما بين آدم ونوح وما بين نوح وإبراهيم، فالفترة الزمانية في كل من هاتين الحقبتين تختلف إحداهما عن الآخر، لذلك لا يمكن أن نحمل أن كلمة (قرن) هنا تشير لمائة عام، فلو أفترضنا أن قرن تعني مائة عام، فسيكون ما بين آدم ونوح ألف عام، وما نعلمه أن آدم وحده عاش ما يقرب من الألف عام، لذلك نحمل كلمة قرن هنا على أنه (جيل) أي أن ما بين آدم ونوح عشرة أجيال، آدم ونوح وبينهما ثمانية أجيال، وكذلك الأمر أن بين نوح وإبراهيم عشرة أيجيال، فتصير كلمة (جيل) هنا تحمل قيمة مختلفة في الفترة الزمانية الأولى عن الفترة الزمانية الثانية.
نعود الآن لحديث عمر الآمة، ونحاول أن نطبق نفس المنهج، ونسأل؟ هل هناك عشرة مراحل هامة في عمر الأمة، ونبدأ:
1. من آدم لنوح عليهما الصلاة والسلام.
2. من نوح لإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
3. من إبراهيم لموسى عليهما الصلاة والسلام.
4. من موسى لسليمان عليهما الصلاة والسلام.
5. من سليمان لعيسى عليهما الصلاة والسلام.
6. من عيسى لمحمد عليهما الصلاة والسلام.
7. من محمد لعيسى عليهما الصلاة والسلام.
كما نرى، هذه أهم المحطات في التاريخ، ويمكن أن نطلق على كل محطة (يوم)، ولا يشترط أن تكون قيمة اليوم في إحدى المحطات قيمة يوم آخر في محطة ثانية، الخلاصة إذن، أن كلمة يوم في الحديث تعني فترة زمانية غير محددة والله أعلم.
حديث نصف يوم
" (لن يُعجِزَ اللهُ هذه الأمَّةَ من نصفِ يومٍ) الراوي : أبو ثعلبة الخشني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4349 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
" (إنِّي لأرجو ، ألَّا تعجزَ أمَّتي عند ربِّها أن يُؤخِّرَهم نصفَ يومٍ . قيل لسعدٍ : وكم نصفُ ذلك اليومِ ؟ قال : خمسُمائةِ سنةٍ) الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4350 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
" (واللهِ لا تَعجِزُ هذه الأمةُ من نصفِ يومٍ) الراوي : أبو ثعلبة الخشني | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 11/358 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات ولكن رجح البخاري وقفه
" (إنِّي لأرجو أن لا تعجِزَ أمَّتي عند ربِّها أن يؤخِّرَهم نصفَ يومٍ، يعني خمسمئة سنةٍ) الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/151 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
" (عن أبي ثعلبةَ الخشنيِّ صاحبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال وهو بالفسطاطِ في خلافةِ معاويةَ قال وكان معاويةُ أغزَى الناسِ للقسطنطينيةِ فقال واللهُ لا يُعجِزُ هذه الأمةَ من نصفِ يومٍ إذا رأيت الشامَ مائدةَ رجلٍ وأهلِ بيتِه فعندَ ذلك فتحُ القسطنطينيةِ) الراوي : [جبير بن نفير] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/222 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
" (لن يُعجزَ اللهُ هذه الأمةَ من نصفِ يومٍ) الراوي : أبو ثعلبة الخشني | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/16 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
شرح حديث نصف يوم: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأمَّتِه رؤوفًا رَحيمًا، يَخافُ عليهم مِن العَذابِ، ويُجهِدُ نفْسَه في هِدايتِهم، يَدْعو ربَّه ليلًا ونهارًا؛ ليُنجِّيَهم مِن يومِ القيامةِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنِّي لأَرْجُو"، أي: أتَمنَّى وأُؤَمِّلُ، "ألَّا تَعْجِزَ أمَّتِي"، أيْ: ألَّا تَعجِزَ أُمَّتي كلُّها، أو أغنياءُ أُمَّتي عَنِ الصَّبْرِ "عِندَ ربِّها"، في مَوقفِ الحِسابِ يَومَ القيامَةِ، "أن يُؤخِّرَهم"، أي: عَنِ اللَّحَاقِ بالفُقراءِ السَّابقينَ إلى الجنَّةِ، "نِصْفَ يومٍ"، أي: مِن أيَّامِ الآخِرَةِ. "قيل"، أي: قال أحدُ الحاضِرينَ، "لسَعدٍ"، وهُو: ابنُ أبي وقَّاصٍ: "وكَمْ نِصْفُ ذلك اليومِ؟"، أيْ: ما مِقدارُ نِصْفِ اليَومِ، "قال" سعدٌ: "خَمسُ مِئةِ سَنةٍ"؛ لقولِه تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47]، فيَكونُ المقصودُ مِن ذلك تأخيرَ الأغنياءِ في الحِسَابِ، فيَتأَخَّرون عَنِ الفُقراءِ لخفة الحِسابِ علَيهم، ويَسبِقونَهم في دُخولِ الجَنَّةِ بهَذِه المُدَّةِ الَّتي هي خَمسُ مِئةِ سَنةٍ، أو نِصْفُ يَومٍ.قيل: وفي الحديثِ دَلالةٌ على كَمالِ قُربِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعلوِّ مَكانَتِه عندَ اللهِ تعالى، يَعْني: أنَّ لِي عِندَ اللهَ مَكانةً وقُربًا يَحصُلُ بهِما كلُّ ما أَرْجُوه، وإنِّي لأَرْجو أن يَكونَ لأُمَّتِي عندَ اللهِ مَكانةٌ فيُمْهِلَهم مِن زَماني هذا إلى انتِهاءِ خَمسِمِئةٍ؛ قبلَ قيامِ السَّاعةِ، وهذا يَكونُ بمَعْنى الرَّجاءِ مِن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بإمهالِ الأمَّةِ هذه المدَّةَ وليسَ فيه تحديدٌ ليومِ القيامةِ ولا الحشرِ، ولا أنَّها بعدَ خَمسِمائةِ عامٍ مِن موتِه صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم؛ لأنَّ اللهَ اختَصَّ نفْسَه بعِلْمِ موعِدِ السَّاعةِ ولم يُطْلِعْ عليه أحدًا مِن خَلقِه. وقيل: أرادَ بَقاءَ دِينِه ونِظامِ مِلَّتِه في الدُّنْيا مُدَّةَ خَمْسِمائةِ سَنةٍ؛ فقَولُه: "أَنْ يُؤخِّرَهم"، أي: عَنْ أن يُؤخِّرَهم اللهُ سالِمِينَ عَنِ العُيوبِ؛ مِنِ ارتِكابِ الذُّنوبِ، والشَّدائدِ النَّاشِئَةِ مِنَ الكُروبِ. والحديثُ على هذا مَحمولٌ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ، وليس تحديدًا لوقتِها؛ فوَقتُها لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ.
والخلاصة هنا، أن (نصف اليوم) هنا هو الفترة الزمانية التي تفصل ما بين فقراء المسلمين وأغنيائها عند دخولهم الجنة، وكوننا نتحدث عن الجنة، يعني يوم عند الله، ونأخذ قيمة هذا اليوم أنه يساوي ألف سنة، بمعنى أن نصف اليوم هنا يساوي خمسمائة عام، وفي الحديث (يَدخُلُ فُقراءُ المسلِمينَ الجَنةَ قَبلَ أغنيائِهم بِنصفِ يَومٍ وهُو خَمسُمِائةِ عَامٍ) الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2354 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
حديث عمر أمة محمد كما بين العصر والمغرب
(سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو قائمٌ على المِنبَرِ يقولُ : إنما بَقاؤُكم فيما سَلَفَ قبلَكم من الأُمَمِ، كما بينَ صلاةِ العصرِ إلى غُروبِ الشمسِ، أُعطِيَ أهلُ التوراةِ التوراةَ، فعمِلوا بها حتى انتصَف النهارُ ثم عجَزوا، فأُعْطوا قِيراطًا قِيراطًا، ثم أُعطِيَ أهلُ الإنجيلِ الإنجيلَ، فعمِلوا به حتى صلاةِ العصرِ ثم عجَزوا، فأُعطوا قِيراطًا قِيراطًا، ثم أُعطيتُمُ القرآنَ، فعمِلتُمْ به حتى غُروبِ الشمسِ، فأُعطيتُمْ قِيراطَينِ قِيراطَينِ . قال أهلُ التوراةِ : ربَّنا هؤلاءِ أقلُّ عمَلًا وأكثرُ أجرًا ؟ قال : هل ظلمْتُكم من أجرِكم من شيءٍ ؟ قالوا : لا، فقال : فذلك فَضلي أُوتيهِ مَن أشاءُ) الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7467 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - وجاء مثله في صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 7221 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
(مثلُ المُسلِمينَ واليهودِ والنَّصارى، كمثَلِ رجُلٍ استأجَرَ قومًا، يعملونَ له عمَلًا إلى الليلِ، فعمِلوا إلى نِصفِ النهارِ فقالوا : لا حاجةَ لنا إلى أجرِكَ، فاستأجَرَ آخرينَ، فقال : أكمِلوا بقيَّةَ يومِكُم ولكُمُ الذي شَرَطْتُ، فعَمِلوا حتى إذا كان حينَ صلاةِ العصرِ، قالوا : لك ما عَمِلنا، فاستاجَرَ قومًا، فعَمِلوا بقيَّةَ يومِهِم حتى غابَتِ الشمسُ، واستَكمَلوا أجرَ الفَريقَينِ) الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 558 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
(مثلُ المسلمينَ واليهودَ والنصارى كمثلِ رجلٍ استأجرَ قومًا يعملونَ لهُ عملًا يومًا إلى الليلِ على أجرٍ معلومٍ ، فعملوا إلى نصفِ النهارِ ، فقالوا : لا حاجةَ لنا إلى أجركَ الذي شرطتَ لنا وما عملنا باطلٌ ، فقال لهم : لا تفعلوا أَكْمِلُوا بقيَّةَ عملكم ، وخذوا أجرَكُمْ كاملًا ، فأَبَوْا وتَرَكُوْا ، واستأجرَ آخرينَ بعدهم ، فقال : أَكْمِلُوا بقيَّةَ يومكم هذا ، ولكمُ الذي شرطتُ لهم من الأجرِ ، فعملوا حتى إذا كان حينَ صلاةِ العصرِ قالوا : ما عملنا باطلٌ ، ولكَ الأجرُ الذي جعلتَ لنا فيهِ ، فقال : أَكْمِلُوا بقيَّةَ عملكم فإنَّما بَقِيَ من النهارِ شيٌء يسيرٌ ، فأَبَوْا ، فاستأجرَ قومًا أن يعملوا لهُ بقيَّةَ يومهم ، فعملوا بقيَّةَ يومهم حتى غابتِ الشمسُ ، واستَكْمَلُوا أجرَ الفريقيْنِ كِلَيْهِمَا . فذلك مثلهم ومثلُ ما قَبِلُوا من هذا النورِ) الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البغوي | المصدر : شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 7/274 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
نرى هنا أنه صلى الله عليه وسلم قد شبه لنا فترة
- (اليهودية) كفترة (الشروق حتى الظهر).
- (النصرانية) كفترة (الظهر حتى العصر).
- (الإسلام) كفترة (العصر حتى المغرب).
وكما نعلم فإن اليوم يتكون من ليلة ونهار، والليلة تبدأ من غروب الشمس، يعني من (المغرب) حتى (الشروق) أما النهار يبدأ من (الشروق) حتى (المغرب)، والظهر يكون عندما تنتصف الشمس في كبد السماء، بمعنى أن الظهر هو وسط (النهار)، والعصر عندما يصبح ظل الشيء مثل طوله، بمعنى عندما تتوسط الشمس الفترة الزمانية بين الظهر وبين المغرب، وهذا يجعل المسافة بين الظهر والعصر مساوية للمسافة بين العصر والمغرب، في حين أن المسافة بين الشروق والظهر تساوي ضعف المسافة بين الظهر والعصر أو ضعف المسافة بين العصر والمغرب.
هذا يقودنا أن تشبيه فترة اليهودية بفترة الظهيرة محمولة على إعطائه قيمتين زمانيتين، وتشبيه فترة النصرانية بالوقت بين الظهيرة والعصر تعطيها قيمة زمانية واحدة وكذلك فترة الإسلام قيمة زمانية واحدة، وبما أننا نعرف أن اليهودية ما بين سيدنا موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام كانت حوالي ألفي سنة، في حين كانت النصرانية ما بين سيدنا عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام كانت حوالي ستمائة عام، والإسلام لغاية الآن حوالي ألف وأربعمائة وخمسون سنة. نرى أن لا يمكن إعتبار الفترات الزمانية مسألة رياضية يمكن إحتساب جزء منها من جزء آخر، ذلك أنه لو تم الأعتماد على عمر اليهودية أنه ألفي عام لخرج معنا أن عمر النصرانية ألف وكذلك عمر الإسلام، فيحمل الحديث الشريف للتقريب والتفهيم، ودائما نقول والله أعلم. |
قائمة المواضيع الأبناء الأخرى
HTM |
|
Wave |
الموضوع |
موضوع |
رقم |
|
|
9147 |
1 |
||
|
|
9148 |
2 |
||
|
|
9149 |
3 |
||
|
|
|
9152 |
4 |